إنجاب التوائم أمنية قد تتحقق لدى الكثير من السيدات رغم مصاعبها ومخاطرها حيث هناك العديد من النساء قد يلدن أكثر من مولود مما يؤثر على واجباتها الأسرية والعملية.
فقد تتخلل هذه الأمنية لدى الكثير من السيدات صعوبات لحبهن الشديد للأطفال وليس الأم من تعيش الدور وحدها بل تعيشه العائلة بأكملها في ظل ظروف اقتصادية وصحية قد لا تكفي للنهوض بتربية التوائم.
وتبقى هناك تساؤلات كثيرة عالقة بالأذهان، أهمها هل يمكن لكل سيدة رزقها الخالق بتوأم المساواة بين حياتها العملية والأسرية والزوجية؟
وهل يمنحها المجتمع الأولوية في الحصول على حقوقها بالأخص إن كانت موظفة؟
البداية كانت مع السيدة فاطمة صالح موظفة رزقت بأربعة توائم حدثتنا عن تجربتها في خوض رعاية أطفالها الأربعة وواجباتها الأسرية والعملية حيث قالت: لقد كانت أصعب فترة مررت بها حيث تضاعفت مسؤولياتي بين البيت والعمل وأطفالي ولأني كنت موظفة عقد في تلك الفترة لم تشملني إجازة الوضع والامومة وحتى قانون الإجازة المكون من (71) يوما قد صدر بعد ولادتي.
وتابعت حديثها حول ما واجهته من صعوبات ما بعد الولادة ورعاية أطفالها التوائم الأربعة حيث قالت: لقد أثارت ولادتي لأطفالي ضجة في ناحية الهندية فقد كان من المتوقع أن اخسر احدهم كوني كنت متعبة جدا في فترة الحمل إلا إن الله أراد أن يتم حملي على خير وسلامة حتى اقبل اليوم المعهود وقد كنت في نهاية الأسبوع الأخير من الشهر الثامن حينما أجريت لي عملية قيصرية في مستشفى الهندية، رزقني الله في ذلك اليوم ابنتين وولدين، توأم غير متماثلين وكانت أوزانهم ضئيلة تتراوح بين أكبرهم حجما (2) كيلو وأصغرهم (1) وربع كيلو، وقد كان نموهم بطيئا والإناث كانت أكثر صحة ونشاط من الذكور.
وأضافت: بسبب تدهور وضعي الصحي الذي استمر تقريبا لمدة شهرين لم استطع إرضاع أي طفل منهم رضاعة طبيعية فاعتمدت اعتمادا كاملا على الرضاعة الصناعية.
كما إني لم احصل على مساعدة مادية أو معنوية تعينني في تكاليف المعيشة أو أي رعاية خاصة أو دعم مادي من قبل الحكومة في مكان عملي.
لكن مدير عملي كان له دور مهم في هذا الجانب فقد ساهم بإعطائي إجازة في الأشهر الأخيرة من الحمل والأشهر الأولى من الولادة على مسؤوليته، وهذا ما خفف عني وأزال من على كاهلي حملا ثقيلا.
وواصلت حديثها عن أكثر ما واجهته في رعايتهم وهو الإنفاق المادي حيث قالت: لقد كان راتبي وراتب زوجي الذي يعمل منتسب بدائرة مرور كربلاء لا يسد سقف الصرفيات والنفقات خصوصا كان لدي ولدان مسبقا وبعد إنجابي أطفالي التوائم أصبحوا ستة أطفال مما شكل لكلينا عبئا كبيرا في المعيشة حيث كنت احتاج إلى علبتين من الحليب الطبي في اليوم وكان سعر العلبة (15) ألف دينار.
ختمت فاطمة حديثها قائلة: لم يساهم احد بمساعدتي في رعايتهم سوى زوجي في الليل وفي أوقات فراغه في الاعتناء بهم وقد كان الجزء الأكبر في رعايتهم على عاتقي، اني احمد الله على تجاوزي تلك المحنة وقد أصبحت أعمارهم الان ستة سنوات حيث قطعت شوطا كبيرا في رعايتهم.
توائم البنات
ان فكرة إنجاب التوائم قد تكون الأنسب للزوجة العاملة، التي تحاول ان تختصر فترة الإنجاب والرعاية والتربية خصوصا إن كان هناك من يساعدها في رعاية الأطفال.
هذا ما استهلت به منال صادق معلمة/ 35 سنة، تم تابعت حديثها قائلة: أحببت كثيرا أن أكون أما لتوائم وكنت سعيدة بهذا الحدث إلا إن زوجي لم يساعدني في رعايتهما لأنهما إناث وكان يردد دائما لو كانا ذكور لتحملت مسؤولية رعايتهما كاملة، مما سبب كلامه لي أزمة نفسية حتى أصبحت حياتي الزوجية مهددة بالانهيار، كوني أنجبت من قبل ابنتين، فأصبحت أم لأربعة بنات، إلا إني تغلبت على كل هذه الضغوط من قبله ومن قبل والدته التي كانت تشاطره الرأي فهي لا تحب البنات كما هو حال ابنها، حتى انه تخلى عن مسؤوليته كأب وترك المسؤولية على عاتقي في تكاليف ولادتي وحتى بعد الولادة فقد كنت الأم والأب لهما ولم أتلقى أي مساعدة من احد .
إلا إنني استطعت أن أوافق بين عملي ورعاية ابنتاي ولا أنكر بأنني تعبت كثيرا، لكني احمد الله فقد منحني القوة لتجاوز تلك المرحلة.
وأكدت منال بأن إنجاب التوائم لا يشكل مشكلة كبيرة لدى السيدة الناجحة على العكس هذا ما يجعلها مميزة بين قريناتها من النساء على تحملها مسؤولية عدة أطفال فيما هناك نساء لا تحتمل رعاية طفل واحد.
توائم الأنابيب
من جهة أخرى تسرد وسن سلمان/ 32 سنة، ربة بيت، بداية رحلتها في أنجاب طفلها الأول حيث قالت: بقيت لمدة سبع سنوات بدون أطفال، حتى تعرضت لضغوطات كثيرة من الأقارب، لكن زوجي لم يكترث لكلامهم حتى أن بعضهم شجعوه على الزواج الثاني لعدم قدرتي على الإنجاب. في تلك الفترة قررت اللجوء لإجراء عملية زرع أطفال الأنابيب في سوريا، بقيت فترة تقارب ثلاثة أشهر بعد العملية عدت بعدها إلى العراق وعانيت كثيرا في فترة حملي، كانت ولادتي عملية قيصرية، وخوفا على الأجنة من الاختناق أجريت لي العملية في مستشفى الولادة العام في كربلاء.
وأضافت وسن: أما ما يخص صحتهما فقد كان وزنهما طبيعيا لكن كان أحدهما مصابا بفتحة بالبطين داخل القلب وهي حالة وراثية وهبوط بالسكر لكنه وقتي وقد أجريت له عملية ترقيع لفتحة القلب في مستشفى مدينة الطب تحت أشراف كادر طبي من الأردن.
اما من الناحية المادية فقد ساهمت بمساعدة زوجي بالمصاريف فانا اعمل خياطة لان زوجي يعمل كاسب وعمله لا يسد مصاريفنا، وقد ساهمت عائلتي في رعايتهما معي في الأشهر الأولى وزوجي أيضا ساهم كثيرا في رعايتهما فقد انتظرهما طويلا ولن يصغي لكلام الناس من غريب وقريب، كان واثق بأرادة المولى عز وجل.
وأوضحت وسن: إنها استطاعت أن توفق بين عملها كـ خياطة وواجباتها المنزلية والزوجية ولن تنسى نبل وأخلاق زوجها حيث كان سندا لها، ختمت حديثها قائلة: "إن الرجل الذي يحمل صفات زوجي نادر الوجود وانا احمد الله لأنه أكرمني مرتين برجل صالح وبطفلين رائعين".
لجنة الأمومة والطفولة
وعبر اتصال هاتفي أكدت من خلاله عضو مجلس محافظة كربلاء عن لجنة الأمومة والطفولة السيدة زهرة مطر: "عن عدم وجود مساعدات مادية لأمهات التوأم أو امتيازات خاصة بالنسبة لأجازة الأمومة الاعتيادية والتي تتمتع بها أمهات الطفل الواحد".
وأضافت: "إن تعليمات وزارة التربية مختلفة عن بقية الوزارات في إجازة الأمومة وحسب القانون تتمتع الأم التي تنجب طفل واحد بإجازة سنة كاملة نصفها براتب كامل والنصف الآخر بنصف الراتب، اما بالنسبة للواتي تنجب توأم فتتمتع بعامين كاملين، العام الأول براتب كامل والعام الثاني بنصف الراتب".
وتابعت حديثها: "ان الجهات المعنية لم تساهم بوضع مساعدات أخرى في هذا الجانب وذلك لقلة الولادات من نوع التوائم، إذ يرون إن المرأة الموظفة هي بالأساس تحافظ على عدم الإنجاب بكثرة، لانشغالها بعملها".
وأشارت إلى "إنها تسعى لطرح مشروع إقامة حضانات في الدوائر التي يكثر بها الكادر النسائي حيث تلقت أكثر من طلب بهذا الجانب وذلك لإعاقة الموظفات في عملهن إذا كان لديهن طفل رضيع".
اضافةتعليق
التعليقات