مع ارتفاع المطالبة بحملة مقاطعة المنتجات والتي تدعم دولة العدو بصورة صريحة وعلنية حدثت مجموعة من التساؤلات ووقع كثيرا من الأشخاص في لغط المحاولة والحاجة واستمرارية استخدام هذه المنتجات كونها ضمن روتينهم اليومي والمعتاد، ثم جاءت الفتوى صريحة بالمقاطعة، وخلال هذه الفترات الجميع يشجع المقاطعة ويعتبرها ضرورية وهناك حملات على مستوى التواصل الاجتماعي خصوصا من أصحاب الحسابات القوية، وإعلان أرقام بخسائر الدولة المعتدية، ومدى تفاعل الجمهور معها.
لكنني لم أقاطع شبسي المفضل خصوصا وهو موجود في الأسواق ويتم تداوله وكثيرا لم يقاطعوا بل وضعوا أسئلة يعرفون أجوبتها بصورة جلية لكنهم يحاولوا إيجاد من يشجعهم على الاستمرارية ولو بحرف واحد!
في قبالها هناك ناس تعيش بعالم موازي تمارس حياتها بصورة طبيعية، استحضرني أحد المواقف السابقة حيث كان شباب ثورة تشرين يقمعون ويقتلون وفي الشارع الآخر نساء يتبضعن وأخريات يمارسن طقوس الإحتفال بعيد ميلاد زميلتهن في المطعم المجاور، فلا أعلم كيف لمثل هؤلاء التفكير بما يحدث في فلسطين!
إن هذا التقديم هو لتوضيح نقطة تعد الضربة القاصمة للظهر، حينما جلسنا أنا وزوجي لقراءة زيارة عاشوراء والمعروف أنها حديث قدسي أي مروية عن الباري عز وجل في خارج سياق القرآن الكريم، حيث وصل إلى مقطع (ولعن الله أمة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك) سألني عن (ألجمت وتنقبت)، فبدأتُ بشرح الموضوع حيث اللعن شمِل حتى أولئك الذين وقفوا للقتال لكن لم يشاركوا في الحرب فقط تنقبوا أي اردتوا نقاب الحرم ووقفوا، ثم يعرج إلى (لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به)، أن يشمل اللعن أولئك الذين سمعوا أو مجرد تنقبوا وبعضهم لم يعلم بالحرب أنها على ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكنه شُمِل باللعن!.
هنا لعل الأمر أصبح لي حجة عَلَي اليوم معركة اليهود والإسلام، وكربلاء أفعال اليهود والإسلام، نحن لا نقول بتشابه الواقعة فحديث المجتبى (سلام الله عليه) واضح وصريح حين يقول: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله"، لكن المشابهة بالمبدأ فنحن أناس لدينا حجج نتبعهم (بالقول والفعل والإقرار)، فهنا يجب أن نستلهم من ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وأن نرفض قولا وفعلا الظلم، فدوي صرخة (هيهات من الذلة) يجب أن يكون اليوم أمام كل المنتجات التي تدعم الدول الظالمة، ونبدأ بعملية حصانة النفس وتهذيبها وتأديبها بمنعها عن استهلاك تلك المنتجات التي ترغب بها النفس، وتفعيل النفس اللوامة وتحكيمها حتى لا تكون سببا في قتل انسان تحاسب يوما على سفك دمه.
اضافةتعليق
التعليقات