لماذا يتردد العراقيون في الحصول على لقاح كورونا؟
سؤال بات يفرض نفسه بعد أن أكدت إحصاءات وزارة الصحة أن عدد الذين حصلوا على اللقاح أرقام تعد هزيلة مقارنة بعدد السكان، ورغم أن الدولة من جانبها توفر اللقاح بل وتلاحق المواطنين بالمناشدات والإعلانات الإرشادية لدفعهم على الذهاب للحصول على لقاحات كورونا، إلا أن هناك من يخشى الحصول على اللقاح، وهم شريحة كبيرة في المجتمع.
ومن يبحث عن الأسباب التي تمنع المواطن من الحصول على لقاح مفترض أنه يحميه من وباء قاتل سيكتشف أنها في غالبيتها مبنية على شائعات ومعلومات مغلوطة عن اللقاح لدرجة أن البعض يقول إن اللقاح يسبب الموت أو يجلب الأمراض، فما حقيقة ذلك ولماذا هذا العزوف؟
تواصلت "بشرى حياة" مع عدد من الأطباء لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين بشأن أمن وفعالية لقاح كورونا، وتشجيعهم للتسجيل للحصول عليه، نظراً لأهميته لحماية أنفسهم من خطر الإصابة، بالإضافة إلى حماية الأشخاص من حولهم وخاصة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
خوف غير مبرر
يرى الدكتور محمد صالح مهدي، طبيب استشاري مناعة سريرية، إن الخوف من لقاح كورونا غير مبرر، ونحمل المسؤولية للأشخاص الذين يفهمون أو كما نسميهم (بأنصاف الطب)، هؤلاء أخطر على المجتمع من الأشخاص العاديين.
اللقاحات تقنية موجودة منذ ما يقارب الـ 120 عاما، وملايين البشر أخذوا منها وبمختلف الأمراض وأسهمت كثيراً في الحفاظ على الجنس البشري من الكثير من الأمراض.
اللقاحات المتوفرة:
أما عن اللقاحات المتوفرة في العراق ثلاثة أنواع:
1- اللقاح الصيني من شركة سينوفارم الصينية: وهو لقاح فعال وآمن، أغلب الكوادر الصحية أخذوا منه بما فيهم الطبيب المتكلم، والفترة بين الجرعتين ثلاثة أسابيع.
2- لقاح فايزر (Pfizer): لقاح مشترك الصناعة (أمريكي- سويسري)، وهو لقاح آمن وفعال وأثبت جدارته في تحفيز الجهاز المناعي وهو على جرعتين المدة الفاصلة بينهما ثلاثة أسابيع.
3- لقاح استرازينيكا البريطاني الصنع: وهو لقاح فعال، أغلب الناس لقحت منه والمدة الفاصلة بين الجرعتين قد تصل إلى شهرين حسب توصيات الشركة المنتجة لإعطاء حماية أكثر ضد الفايروس.
وأشار إلى أن من الضروري حصول المتعافين على لقاح كورونا بعد مرور شهر من المعافاة الكاملة من الإصابة بالفايروس، وذلك لأن المناعة المكتسبة من عدوى فايروس حقيقي غير دائمة، إلى الآن الموضوع قيد الدراسة ولكن حسب المعلومات المتوفرة المدة من ستة أشهر إلى سنة.
وفي سياق متصل أكدت الدكتورة هبة فاضل حسن، (دكتوراه أحياء مجهرية طبية)، مبالغة البعض حول الآثار الجانبية للقاحات، ووصفتها بصورة أكثر مما من الواقع أدى إلى إثارة الخوف بين المواطنين وعزوفهم عن تلقي اللقاح، مضيفةً أن الفايروس مستجد وآلية عمل الفايروس غير معروفة جيداً مرة يستهدف الرئة، ومرة يستهدف الدم واللقاح جاء بسرعة غير متوقعة وعدم ثقة المواطن بالمنظومة الصحية أدى إلى عزوف المواطن والكوادر الصحية عن اللقاح.
واعتبرت الدكتورة هبة فاضل أن لقاحات كورنا بمثابة طوق النجاة في ظل الجائحة، لقاح جديد تم صنعه بآليات متعددة منها بقتل الفايروس مثل اللقاح الصيني أو استعمال mRNA للفايروس مثل فايزر حالياً أثبت جدارته لدى المواطن الشخص الملقح لم يصاب عند إصابة أحد أفراد العائلة وحتى العترة الجديدة من فايروس كورنا المسمى بدلتا كانت الإصابة خفيفة مقارنة بالشخص غير الملقح.
وأوضحت أن الآثار الجانبية تتمثل في ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم مع آلام العظام، وتورم في الذراع مكان تلقي الحقنة، وتستمر الأعراض لمدة يومين فقط.
الإلتزام بالإجراءات الاحترازية
وحذرت الدكتورة هبة فاضل من تخفيف الإجراءات الاحترازية بعد تلقي لقاح كورونا، مؤكدةً أن اللقاحات لا يغني عن التدابير الوقائية أبداً، مشيرةً إلى أن اللقاح يعمل على منع مضاعفات الإصابة بنسبة كبيرة للغاية، ولكنه لا يمنع العدوى تماماً، لذلك علينا الاستمرار في الإجراءات الاحترازية التي تتمثل في ارتداء الكمامات، وغسل اليدين باستمرار وتعقيمها، تقليل الاختلاط بالآخرين والحرص على التباعد.
وأشارت إلى أن الفئات التي لا تحصل على اللقاح هم: الأطفال دون 18 عاماً، الحوامل، المرضعات، الأشخاص الذين حصلوا على كمية كبيرة من الكورتيزون أو مثبطات المناعة، أو من لديهم أمراض سرطانية.
اضافةتعليق
التعليقات