لم يعد فيروس كورونا يدخل الذعر لقلوب المواطنين العراقيين كما كان في ذروته الأولى من العام الماضي رغم ارتفاع عدد الإصابات التي يتم نشرها بحسب إحصائيات اللجنة العليا للصحة والسلامة.
فقد استعاد الشارع العراقي كل طقوسه المعتادة بممارسة الحياة الطبيعية إذ فتحت الأسواق الشعبية وغيرها من المرافق أبوابها حيث لا تكاد تخلوا من الزبائن ومن النادر أن نجد شخصا ملتزماً بالإجراءات الوقائية بارتداء الكمامة وغيرها.
في السوق
يقول بائع رفض ذكر اسمه: في العام الماضي حينما أعلن عن الوباء أخذت احتياطاتي في الإجراءات الوقائية إلا إن توافد أغلب الزبائن وسخرية بعضهم من ارتداء (الكمامة) جعل الكثير يتخلى عنها، وأنا من ضمنهم.
تعايش سلمي
فيما يقول الشاب حسين عدنان (25) سنة: بحكم عملي كسائق باص أرى أن الناس بدأت تفقد الثقة بأن هناك وباء فتاك يمكنه هدر حياتهم.
وأضاف: في الماضي كنت ملتزما أكثر أما الآن أصبحت غير مباليا للأمر، وذلك يعود لانتشار حالة اللامبالاة والتعايش السلمي مع الفيروس.
ويتفق معه بالرأي حسام ناصر موظف عسكري حيث يرى أن الكثير غير ملتزمين بالإجراءات الاحترازية فأصبح الإلتزام شبه معدوم.
يقول حسام: لكوني موظف أرى العديد من زملائي لا يهتمون بهذا الجانب وقليل جدا من يتبع خطوات الوقاية.
مضيفا أن سبب تهاون الناس بشكل عام هو غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية.
فيما قالت لمياء عبد الأمير (ممرضة) ممتعضة: لا يوجد تطبيق للإجراءات الوقائية إذ أغلب الوافدين إلى المراكز الصحية غير ملتزمين بارتداء الكمامة، كما التصافح والتقبيل لم يتخلوا عنه بعد أثناء التحية سواء للرجال أو النساء ولا يوجد هناك أي تباعد اجتماعي.
وأضافت: هناك فئة قليلة جدا ملتزمة بقرارات الصحة، وعند مشاهدتي للأماكن المكتظة بالمواطنين أشعر أن الفيروس قد اختفى نهائياً!.
نظرات تعجب
اعتدت ارتداء الكمامة منذ انتشار الوباء ولم أتخلى عنها رغم اعاقتها لي خصوصا في فصل الصيف، هذا ما استهلت به فاطمة غانم (معلمة) حديثها ثم قالت: أرى الكثير من نظرات التعجب تلاحقني لكوني ما زلت ألتزم بالإجراءات الوقائية.
إن من يصارع المرض سيكون حريصا على أن لا يصيبه مرة أخرى وهذا ما مررت به فقد تعرضت للإصابة من قبل وعايشت تلك الحالة المريرة إذ إني أعاني من حساسية صدرية مما زاد حدة المرض، إن الأيام التي حجرت بها نفسي كانت من أقسى الأيام وأصعبها لهذا أنا شديدة الحرص بالإجراءات الوقائية وأتمنى الصحة والسلامة للجميع.
عدم الإستهانة
وكان للاستشارية نور مكي الحسناوي بهذا الجانب مشاركة خاصة قالت من خلالها: لا تخفى علينا الأوضاع الراهنة التي نمر بها، ولربما هي السبب الأول في تهاون المواطنين بصحتهم فالأغلبية ما عادوا يبالون.
كما يجب توعية المواطنين من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الاعلامية والالتزام الشديد والحرص أيضا بالإجراءات الاحترازية فما زال الفيروس موجودا ويشكل خطراً مميتاً إن استشرى بشكل قوي في الشخص المصاب.
كما الإصابة تشكل أزمة نفسية للشخص ناهيك عن الجانب المادي إذ إن صرف الدواء يكون باهض الثمن، لهذا يحتم على المواطنين عدم الاستهانة بهذا الوباء واتخاذ موقف صارم بالالتزام للحفاظ على سلامتهم.
فإن فترة التعايش مع فيروس كورونا من أصعب الفترات فعدم الإلتزام هو السبب الأساسي لانتشاره بشكل أسرع ولتجنب تزايد حالات الاصابة يجب الإلتزام بالوقاية مثل ارتداء الكمامة واستخدام المعقمات وعدم المصافحة والتباعد الاجتماعي والتجمعات، خصوصا بأن اللقاح لم يثبت فعاليته وقدرته في القضاء على الفيروس لكونه في تجدد مستمر لاسيما بعد ظهور الموجة الثانية التي تعد أصعب بكثير من الموجة الأولى وذلك حسب ما ذكرته وزارة الصحة واللجنة العليا للصحة.
وفي الختام أتمنى للجميع السلامة من محنة هذا الوباء في القريب العاجل.
اضافةتعليق
التعليقات