تحت شعار بنهج الحسين (عليه السلام) نبني الأجيال, تبنت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة قسم رعاية وتنمية الطفولة, مهرجان الحسيني الصغير الدولي للسنة الخامسة على التوالي لمسرح الطفل, إذ تضمن المهرجان مشاركات وعروض مختلفة كان ابرزها اوبريت عندي امل لـ محاربو السرطان, فضلا عن الحضور الزاخر الذي ملأ مدرجات البيت الثقافي, وتفاعلت العوائل والحاضرين مع العروض, كما كان هناك ضيوف من مدن وبلدان عربية مختلفة.
من رحم الوجع يولد الأمل
وحول صدى المهرجان وآراء المتفرجين كان لـ (بشرى حياة) هذه الجولة الاستطلاعية حيث التقت بأحد الحاضرين الأستاذ علي كاظم معلم لغة عربية قال: "سعادة لا توصف أن ترى مسرح يحاكي الطفولة بأسلوب تربوي يبعث في قلوبنا أمل بأن القادم سيكون أجمل, فهذا المهرجان وما عُرض به من أعمال, تنذر ببناء جيل واع سينعم بالوعي والادراك.
لا يسعني سوى أن أقدم شكري وامتناني لكل من ساهم بإنجاز هذا العمل الأكثر من رائع رغم بساطة الامكانيات, وأكثر ما أثر بي هو اوبريت الافتتاح الذي تناول قضية الأطفال المصابون بمرض السرطان, فقد بثوا برسالتهم تلك أن من رحم الوجع يولد الأمل".
وأعرب الطفل يوسف سالم عن مدى سعادته لتفرجه على العروض المسرحية, لما تحمله من دروس تربوية وتوعوية استمتع بها, وأكثر عرض أحبه هو عرض البالونات.
أقوى وسائل التواصل
وكانت لنا وقفة مع مديرة مركز اعلام المرأة والطفل ايمان كاظم الحجيمي قالت من خلالها:
"يمتاز المسرح بشكل عام ومسرح الطفل بشكل خاص بأنه وسط مادي تفاعلي.
فالشخوص المتواجدة على خشبة المسرح بحركاتها وأصواتها تعطي دلالة بأن ما يُقدم موجه لكل متفرج من الحاضرين بشكل خاص؛ فضلا عن بيئة المسرح والإضاءة كلها تعزز قابلية المشاهدة عند الطفل، بحيث تتحد حواسه لتلقي العرض بشكل متكامل، وتظل انطباعات الطفل عن العرض راسخة في ذاكرته، لذا فإنه يعد من اقوى وسائل التواصل مع الإنسان، كما يقوم المسرح بمهمة بث الرسائل التوجيهية بشكل يُسهل على الطفل إمكانية الاستلام بسلاسة ودون تعقيد فضلا عن جو المتعة، وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية كل إنسان يزور المسرح من أجل هدف وإن كان ترفيهي. لكن تظل الأهداف الأعمق مهمة القائمين على تفعيل العروض المسرحية النوعية.
في الختام أقدم شكر خاص لإدارة مهرجان الحسيني الصغير".
بصمة خاصة
وختام جولتنا كانت مع مسؤول اعلام مهرجان الحسيني الصغير الدولي الخامس لمسرح الطفل الاستاذ نزار السدخان حدثنا قائلاً: "يعد مهرجان الحسيني الصغير الدولي من المهرجانات المهمة والتي كان لها بصمة على الساحة العراقية في موضوع الطفل, إذ نسعى من خلاله تأسيس ثقافة ووعي طفولي مختلف عن الصورة النمطية التي دائما ما تعودنا عليها".
وأضاف: "لقد لاقى هذا المهرجان في نسختيه السابقة والحالية, اهتماما كبير من المعنيين, وشارك في عروض من داخل العراق وخارجه, منها اجنبية, ومنها عربية, كما لاقى المهرجان نجاح باهر إذ تواجدت أعداد كبيرة من العوائل والأطفال فضلاً عن تفاعلهم ومشاركتهم للعروض المسرحية".
وتابع السدخان قائلا: " كما استحدثنا مؤخرا عرض مسرح الدمى الجميل في النسخة السابقة والنسخة الحالية, وقد لاقى تفاعل للأطفال بشكل كبير, كما تم توسعة موضوع الورش المسرحية الموجودة, إذ كانت هناك ورش لمسرح الدمى وورش خاصة لصناعة العرائس والدمى, وورشة خاصة لمسرح المهرج.
هذه الأمور جميعها قدمها أشخاص معنيين, وأشخاص من دول عربية, واجنبية لشبابنا والفنانين في مدينة كربلاء, وايضا من المحافظات التي وفدت إلى المهرجان".
ختم حديثه: "نحن نسعى من خلال هذا المهرجان إلى تأسيس ثقافة جديدة تساهم لصناعة الوعي والثقافة العراقية والعربية بصورة عامة".
اضافةتعليق
التعليقات