في كل يوم من حياتنا، نتخذ كافة أنواع الخيارات الحرَّة ونتصرَّف بناءً عليها؛ بعضها عديم الأهمية، وبعضها الآخر يكون له من التبعات ما يجعله قادر على تغيير مسار حياتنا.
ولكن هل هذه الخيارات حرَّة حقًّا أم أننا مسيَّرون للتصرُّف على النحو الذي نتصرَّف عليه بفعل عوامل تتجاوز نطاق سيطرتنا؟ هل الشعور أنه كان بإمكاننا اتخاذ قرارات مختلفة ما هو إلا وهم؟ وإذا كانت خياراتنا غير حرَّة، فهل من المنطقي في هذه الحالة أن يتحملَ البشرُ المسئوليةَ الأخلاقية عن أفعالهم؟
نجد في الايه الكريمة: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ فهذه الآية تنص ان ارادة الانسان ضرورية فلو أنك كبرت للصلاة ودخلت فيها، هل صلاتك حركة اختيارية أم جبرية؟ ليست جبرية محضة، لماذا؟ لأن إرادتك دخيلة، لو لا أنك أردت الصلاة ما صليت، وليست اختيارية محضة، لماذا؟ لأن الله «تبارك وتعالى» لو قطع المدد عنك دقيقة واحدة لأصبحت إنسانا عاجزا جالسا في الأرض لا تستطيع أن تحرك أي أنملة من أنامل بدنك. إذن هناك عامل داخلي لتحقيق الصلاة وهو الإرادة.
هنا بينا معنى الارداة نأتي الى العوامل التي تضعف الارادة لدى الانسان وهي:
١-الروح اليائسة
وهي شخصية سلبية ليس لديها روح مثمرة ودائما تنتقد فهذه الروح لا تملك الارادة لانها تضم بين جنبيها روحا متشائمة.
٢-كثرة التفسير
وهو الشخص الذي يضع امامه اشواك ولا يبحث عن حل.
٣-سرعة الانفعال
بعضهم لديه حب العمل ولكن سريع الانفعال اي انهم يعملون ولكن لا يدرسون العمل جيداً وهذا يضر بالعمل كثيراً يقول الرسول: "اذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك خيرا فمض فيه وإن يك غيا فانته عنه" اي يجب ان ندرس نتائجه ومن ثم نعمل.
اذاً ماهي مناشئ تربية الإرادة إذا رغب الإنسان ان تكون له إرادة حديدية وإرادة صلبة، فكيف يخلق عنده إرادة؟ كيف يربي عنده إرادة؟
١-الوعي
من غير وعي لا يمكن للانسان ان ينتج، ولا بد للشخص ان يعرف خبرة الوعي بالمجتمع ومعرفة آلامهم.
٢-الثقة بالنفس
والثقه لا تعني الغرور، فهناك فرق بينهما بأن يقول الانسان انا لا حاجة لي الى احد، اما الثقة هو انسان يقول انا قادر على تحقيق هدفي.
٣-الجرأة
الذي لا يمتلك جرأة لا يمكن ان ينتج ولكن الذي يملك هذه الصفة يكون انسان عاملاً، وحتى تكون إنسانا عاملا، لذلك ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ”إذا خفت من شيء فقع فيه فإن انتظارك له أشد من وقوعك فيه“.
ولدينا في التاريخ مثال حي لهذه الصفة، فمن النزعات الذاتية لسيدة النساء قوة الإرادة، وصلابة العزم والتصميم، وقد ورثت هذه الظاهرة الكريمة من ابيها الرسول صلّى الله عليه وآله الذي غيّر مجرى التاريخ، وقلب مفاهيم الحياة، ووقف صامداً وحده أمام القوى الهائلة التي هبت لتمنعه من أن يقول كلمة الله، فلم يعن بها وراح يقول لعمه أبي طالب مؤمن قريش: (والله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أموت أو يظهره الله..). بهذه الإرادة الجبارة قابل قوى الشرك، واستطاع أن يتغلب على مجريات الأحداث، وكذلك وقفت ابنته في وجه الحكم الظالم فأعلنت بلا تردد رفضها للخليفه الاول وانطلقت مع قلة الناصر الى المسجد لتلقي عليه خطبتها، لترفع كلمة الحق واستشهدت صلوات الله عليها وهي من اقوى الناس ارادة وأمضاهم عزيمة وتصميماً..
اضافةتعليق
التعليقات