الشاعرة مسار عون مجيد الياسري من مواليد كربلاء/ الهندية عام 1993. حاصلة على شهادة البكلوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة بابل، عرفتها شابة هادئة طموحة قبل اعوام وهي تشارك في الحملات التطوعية لاغاثة النازحين واللاجئين وتشارك في المحافل الثقافية والندوات بقصيدة او مداخلة سديدة واثقة رغم صغر سنها وحجمها.
ابتدأت كاتبة وصحفية ونشرت مقالاتها وتقاريرها في عدة مؤسسات اعلامية ومواقع الكترونية، ثم اعتلت منصة الشعر وشاركت في مهرجانات عديدة في كربلاء وبقية المحافظات وحصلت على جوائز تقديرية كثيرة بينها جائزة البيت الثقافي في كربلاء ومن البيت الثقافي البابلي ودرع الابداع من تجمع الثقافة والسلام ودرع الابداع من مؤسسة الابداع الفكري للثقافة والاعلام.
شاركت بثلاث قصائد تم اختيارها ضمن قصائد الشعراء العرب في ديوان مطبوع باسم "صدى الفصول". اكبر احلامها كما تقول صباحات تنطق شعرا وان تجد كل عصافير الوطن مأوى.
وفي حوار هادىء لبشرى حياة مع الشاعرة مسار الياسري تحدثت فيه عن الالهام وشاعرية الانثى وانشدت للوطن والجيش والحشد الوطني.
*اغلب مصادر الالهام عند الشعراء هو الحب. هل هي كذلك عند مسار الياسري؟
- الحب هو نكهة القصيدة فأي قصيدة مهما بلغت من السمو والرصانة من حيث المبنى فأنها لن تجد طريقها الى شغاف قلب المتلقي ان لم يكن الحب احد اعمدتها الاساسية، الحب يلوّن حياتي ويؤطر كل صورة لي من كل الجوانب ويتوجه حب الوطن والاهل ولذا فأنا اعتمده ليكون النكهة التي تتميز بها قصائدي.
*لمن تكتبين الشعر؟ اقصد من يبحث عنك؟ وانت عمن تبحثين؟
- لا اعتقد ان الشاعر حين يكتب يخصص قصيدته لشخص او لشيء، اذ ان القصيدة ما هي الا نتيجة تلاطم امواج الحب واليأس والفرح والحزن والفقر والجوع والطفولة وضياع احلام وطن، لذا حين تأتي القصيدة فهي تأتي بعفويتها بروحها بوجدانها حينها ستصل حتى الى التمثال فتبث فيه النبض، القصيدة الحقيقية تجتاز كل المسافات وتسبق كل الازمنة وصولا الى اقصى حدود الابداع.
*متى بدأت كتابة الشعر؟ ومن هو اول من قال لك (أنت شاعرة)؟
- رغم تعدد الحوارات وتعدد الأسئلة التي تطرح عليّ ، يعد هذا السؤال هو الأحب لنفسي من غيره لان فيه مما أحب البوح به، أتذكر فيه أحداثا أسعدتني وأتذكر اجتهادي وسعيي، بدأت الكتابة حين بلغت الرابعة عشر، البداية كانت خربشات كما ذكرت في حوارات أخرى، لم أكن اعرف نوع ما اكتبه، لم يكن هنالك حرف روي ولم تكن هنالك شروط وضوابط لما اكتبه، كل ما يوشم أحرفي آنذاك إحساسي وصورا مستوحاة من خيالي ومما يصادفني، كانت كتاباتي ترجمان ذاتي الحالمة.
بعد مرور أربع سنوات، شاءت الأقدار والصدف ان التقي بأستاذي ومعلمي وملهمي الكاتب (علي عبد الحسين الخفاجي) حتى لفتُّ نظره واحتضن موهبتي وساعدني في صعودي لأول مرة إلى منصة الشعر، هذا والفضل الكبير لرفيق دربي الحبيب أبي الذي دعمني وشجعني في كل الأوقات، لكن أول من قال لي إنني شاعرة هو أستاذي الخفاجي الذي قدم لي العالم هدية يومها فكنت الأسعد.
* هناك من يقول إن صوتك أعلى من حرفك-ما هو ردك؟
لو كان صوتي أعلى من حرفي لأسكتوه منذ أول مرة اعتليت فيها منصة الشعر، خاصة وان الساحة الثقافية اليوم تشهد ثورات إبداعية في شتى المجالات وخاصة الشعر، هذا ولدينا من الكفاءات ما يكفي لتمييز الخبيث من الطيب سواء في اتحاد الأدباء ام في المنتديات الأدبية والمحافل الأخرى التي لطالما شهدت لي شجاعتي وجمال حرفي وتمكني من اللغة وقوة حضوري، إنني لو لم أكن على قدر من الإبداع والجمال لما ارتفع صوتي بهذه الثقة، وأضيف إنني أحاول جاهدةً الوصول إلى أعلى المراتب وحينها سيعلو صوتي أكثر فأكثر ولن يفوق حرفي فحسب بل سيفوق كل شيء لان القصيدة وحدها هي التي تشق طريقها نحو المجد وتجعل الشاعر محلقا في فضاءات الشعر والإبداع.
*ماذا قلت في الحشد والجيش والشهداء وامهات الشهداء؟
- الشعر قادر على وصف الموجودات من أصغرها إلى أكبرها، هو لغة فوق كل اللغات وصورة غير كل الصور، قد يرد منسابا سلسا حين نتحدث عن أي شيء بوصفه يستحق أن يقال أمرٌ فيه أما الحروف والعبارات والقصائد فانها تنسج من بعثرتها وخجلها أمام التضحيات التي قدمت من قبل رجالنا في الجيش والحشد الشعبي، حروفي لطالما نسجت انحناءة وامتنان عظيم لهؤلاء الذين سجلوا اروع آيات النصر والاخلاص من اجل الوطن، كانت صورهم وهم ينقذون الجرحى ويأوون النازح ويسيرون على درب الموت حاضرة في قلب قصائدي وابياتي قلدتهم الشعر والحب وحييت ذويهم الذين قدموهم قرابينا لوطننا الأبي هنا نزفت خاطرتي كثيرا سأذكر منه شيئا:
المجد للربِّ وللحبِّ.. المجد للارادة
لدمعة ثكلى وللشهادة
المجد للباقين لمن لبسوا العراق على صدورهم قلادة.
وقلت في الام العراقية والثكلى قصيدة اذكر ابيات منها:
صغتِ الأسى حلوا وكأسكِ حنظلُ وتركتِ دمع العين غيثاً يهطلُ
كنتِ الحيا في رحم موتٍ عابثٍ لكن طبع الموت لايتبدلُ
*ما هي اهم المشاهد في حياتك، التي الهمتك الشعر؟
-اهم المشاهد في حياتي تلك التي شهدتها في ملاجئ الفقراء والايتام والنازحين من ضحكات بريئة ومشاهد مؤثرة تعكس صور الدمار التي تعرض لها الشعب فشوهت ملامح الجمال والطفولة والحياة الكريمة، وشيء من لحظات فرحي وحزني على صعيدي الشخصي من فقد احبة وتحقيق نجاح وغيرها من الانفعالات التي استلهمت منها صوري وموضوعات قصائدي الشعرية.
*هل تعتقدين ان النساء اكثر احترافية من الرجال في صناعة الصورة الشعرية؟
لا اعتقد ان القصيدة خاضعة لمقاييس تخص الاناث دون الذكور وبالعكس لتصنف ضمن مراتب الاحترافية.
فالصورة الشعرية عادة تكون مستوحاة من خيال الشاعر وقريحته، ونظرته الفنية للموجودات ومعرفة مكنونات الأشياء وخباياها، لذا لكل شاعر (رجل او امرأة) بصمته الخاصة التي تميز قصيدته من حيث الروحية وعمق الإحساس وطريقة الصياغة اللغوية والصور التي يبتكرها.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2017-08-13
هذا ما بلغه عقلي المحدود ، مسيّجاً ب حواسي المرتهنة للمؤقت و الظاهر .