نعم أيدنا الله بالنصر، فحق له علينا شكره والتسبيح بحمده، جل علاه، ناصر المستضعفين، قاهر الجبارين، صريخ المستصرخين، فعال لما يريد، صدق وعده، ونصر عباده.
الفرحة تعم أجواء الشارع العراقي، بل والشارع العربي والعالمي على حد سواء، فهزيمة داعش في العراق اليوم لا تمثل نصر للعراقيين فقط، بل هي نصر للحق على الباطل، لفرسان النور ضد فرسان الظلام، إنه أمل وأمنيات لغد أفضل، إنه مستقبل مشرق سقي بدماء الخيريين من أبناء هذا الشعب ومن دموع أمهاتهم اللواتي لا نعلم كيف نستطيع أن نجازيهن لتضحياتهن الكبيرة.
والآن ماذا بعد التحرير؟ ماذا بعد عودة الموصل الابنة للأم العراق؟ ماذا بعد الانتصار العظيم؟ ماذا بعد دماء الشهداء؟ على كل فرد عراقي إن يسأل نفسه هذه الأسئلة، عليه أن يستشعر المسؤولية العميقة تجاه هذه الأرض، وتجاه أخوته الذين دافعوا بأرواحهم عن سعادته، وتجاه أبناء أخوته الذين تركوهم أباؤهم وكلهم ثقة انهم لن يضيعوا ولن يتركوا وحيدين ونخوة وشهامة شعب العراق موجودة تسري في دماء أبناءه.
كل فرد عراقي الآن يحمل على عاتقه مسؤولية التأكد من صلاح أفكاره وأفعاله وتثقيف نفسه بالثقافة الصحيحة المبنية على تقبل الآخر وتفهمه، والتعاون معه لمصلحة الأمة، ومن ثم محاولته في رفع الوعي والثقافة في من حوله، ما بعد (داعش) ليست ثورة سياسية، ليست إصلاحات لا تغير سوى القشور، ما بعد (داعش) هو إصلاح يمتد إلى جذور وعي هذه الأمة، هي ثورة ثقافية شاملة تزيل كل تلك الرواسب التي تراكمت على جدران الوعي العراقي، وتصلح كل الثقوب التي نخرها الفكر المسموم، وتكسر كل الأوصاد التي تكبل أقدامنا من السعي قدماً نحو عراق أفضل، ليعود العراق عالياً شامخاً في سماء العلم والأدب والثقافة.
اللهم إنا نرغب إليك في دولةٍ كريمة، تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اضافةتعليق
التعليقات