• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في ذم مثالية هذا العالم

سمانا السامرائي / منذ 6 ساعة / ثقافة / 222
شارك الموضوع :

يمكن أن أخطئ، لن أكون كاملاً، ولكني إنسان ذو روح حية، وهكذا أستطيع أن أواصل في عالم لشدة مثاليته قبيح جداً

العالم الذي نعيش اليوم فيه، عالم مثالي، وجوه مثالية، مظاهر بلا عيب، مبانٍ مبهرة، شوارع وهاجة، أجهزةٌ خارقة، منشورات لا شيء فيها سوى المثالية، أناس سعداء يشاركون كل شيء بمقدار مثالي ووفق تنظيم لا خطأ فيه لإحداث التأثير المثالي.

وبعد أن غمرنا الذكاء الاصطناعي بكل تقنياته، بدأنا نعيش في عالم أمثل وأكمل، حملات دعائية مثالية، منتجات مثالية، نصوص مثالية، فن مثالي، تفاعل مع العملاء مثالي، كل شيء يقف على الحافة، بدأ الأمر يصبح مرهقاً بمجرد رؤيته، لا تفرد، أنماط متكررة ناجحة وفق المقاييس المتفق عليها للتأثير، وكأننا كلنا جميعاً ألقينا في تجربة نفسية أو اجتماعية دون إذن مسبق.

الناس يُدفعون ليكونوا مثاليين على جميع الأصعدة مظهراً وشكلاً، كما الصور المحررة، ومقاطع الفيديو الآلية، والشخصيات الأيقونية الناجحة.

أعتقد أن كل ذلك بدأ من الكتب التي تعلمنا أن نفعل كل شيء بمثالية ونحقق الجنة على الأرض، ثراء، سعادة، ترف، رفاهية، جمال، جاذبية، تأثير، صحة، نجاح، ذكاء، وعلوم.

هناك هوس كبير بالتحسن والتطور والنمو، وعلى الرغم من كونها أمور إنسانية طبيعية ومرغوبة، لكن السبب خلفها هو ما يجعل منها حسنة أو سيئة، هذا السعي نحو المثالية اليوم نابع من رغبة طارئة على الإنسان للإبهار وتحقق أرباح من استخدام صورته بسبب طغيان الثقافة المادية والفكر الإستهلاكي عالمياً، أي إن الإنسان أصبح يعامل نفسه كسلعة، لم يعد إنساناً بل شيئاً لتحقيق مزيد من المال، المال الذي يشتري السعادة يحقق الجنة على الأرض كهدف نهائي.

لكن ذلك كئيب جداً، ومريض وممرض أيضاً، فمثلاً أدخل إلى مؤسسات وجهات من الصف الأول، فأجد العاملين يقدمون خدمة مثالية، يرتدون ثياباً حسنة، يتحلون بمظهر فتان، يبتسمون أحياناً، لكنهم بؤساء جداً، ليس هنالك روح في تلك الخدمة التي أحصل عليها ولا تزيدني إلا امتعاضاً وإحباطاً لسبب أجهله، حتى ابتسامتي التي تتولد بسببهم، زائفة سرعان ما تطير وتسقط كطيارة ورق سهلة التمزق.

أذهب لمبنى جميل، ربما أكون قد رأيته في إعلان مثالي ما، يسحرني في اللحظات الأولى، لكن البريق يذهب بعد الثواني الأولى ويبقى الجمود الخالي من المعنى، أجد نفسي مُرهقة، أشعر وكأني أحمل المبنى على كتفي.

لم تعد الفنون ذات روح أيضاً، كل شيء يفتقر إلى الإنسانية، كل شيء وكأنه جزء من سرك كبير، فجوهر الفن هو اكتشاف النفس الإنسانية والعالم، لكن إن قام بصنعه إنسان يجهل نفسه ويسعى إلى الأضواء من أجل تحويل الفن إلى مال، ثم إن كان يستعين بالذكاء الاصطناعي، فأي فن سيبقى؟

أصبحت أحب السير في الشوارع القديمة لأحتفظ بشعورها قبل أن تصلها موجة التطوير والحداثة، أحب رائحة المنازل الطبيعية غير المبهرجة التي تبدو آمنة وحنونة، الأماكن التي تقدم خدمات بطريقة لا تؤذي العاملين فيها وحتى وإن لم تكن مثالية، المحتوى الرقمي الذي قد لا يكون جميلاً بمثالية لكنه يعكس حياة إنسان مثلي، ما زال يريد أن يكون إنساناً لا سلعة، أتأمل الوجوه الطبيعية باستحسان كبير، وأعقد مع هذه الأشياء صداقات خفية، صداقات تذكرني بأني إنسان، يمكن أن أخطئ، لن أكون كاملاً، ولكني إنسان ذو روح حية، وهكذا أستطيع أن أواصل في عالم لشدة مثاليته قبيح جداً.

الانسان
المجتمع
التكنولوجيا الذكية
الجمال
القبح
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    مجلس العلماء والحكماء

    الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    آخر القراءات

    تحت مرزاب الذهب

    النشر : الخميس 11 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    المذبح

    النشر : الأربعاء 22 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    اليأس لغة الفاشلين

    النشر : السبت 17 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    تعرفي سيدتي على فوائد الخـل: مزيل جيد ورائع لكافة البقع

    النشر : الأحد 16 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    المعلم ومهارة التعليم في رؤى الإمام السجاد

    النشر : الأحد 26 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    كيف تتعلم فن التصرف والتدبير؟

    النشر : السبت 09 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 425 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 356 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 347 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 337 مشاهدات

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    • 336 مشاهدات

    بوصلة النور

    • 330 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3484 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1131 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1100 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1087 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1045 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1012 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    في ذم مثالية هذا العالم
    • منذ 6 ساعة
    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي
    • منذ 6 ساعة
    مجلس العلماء والحكماء
    • منذ 6 ساعة
    الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة