• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في ذم مثالية هذا العالم

سمانا السامرائي / السبت 21 حزيران 2025 / ثقافة / 380
شارك الموضوع :

يمكن أن أخطئ، لن أكون كاملاً، ولكني إنسان ذو روح حية، وهكذا أستطيع أن أواصل في عالم لشدة مثاليته قبيح جداً

العالم الذي نعيش اليوم فيه، عالم مثالي، وجوه مثالية، مظاهر بلا عيب، مبانٍ مبهرة، شوارع وهاجة، أجهزةٌ خارقة، منشورات لا شيء فيها سوى المثالية، أناس سعداء يشاركون كل شيء بمقدار مثالي ووفق تنظيم لا خطأ فيه لإحداث التأثير المثالي.

وبعد أن غمرنا الذكاء الاصطناعي بكل تقنياته، بدأنا نعيش في عالم أمثل وأكمل، حملات دعائية مثالية، منتجات مثالية، نصوص مثالية، فن مثالي، تفاعل مع العملاء مثالي، كل شيء يقف على الحافة، بدأ الأمر يصبح مرهقاً بمجرد رؤيته، لا تفرد، أنماط متكررة ناجحة وفق المقاييس المتفق عليها للتأثير، وكأننا كلنا جميعاً ألقينا في تجربة نفسية أو اجتماعية دون إذن مسبق.

الناس يُدفعون ليكونوا مثاليين على جميع الأصعدة مظهراً وشكلاً، كما الصور المحررة، ومقاطع الفيديو الآلية، والشخصيات الأيقونية الناجحة.

أعتقد أن كل ذلك بدأ من الكتب التي تعلمنا أن نفعل كل شيء بمثالية ونحقق الجنة على الأرض، ثراء، سعادة، ترف، رفاهية، جمال، جاذبية، تأثير، صحة، نجاح، ذكاء، وعلوم.

هناك هوس كبير بالتحسن والتطور والنمو، وعلى الرغم من كونها أمور إنسانية طبيعية ومرغوبة، لكن السبب خلفها هو ما يجعل منها حسنة أو سيئة، هذا السعي نحو المثالية اليوم نابع من رغبة طارئة على الإنسان للإبهار وتحقق أرباح من استخدام صورته بسبب طغيان الثقافة المادية والفكر الإستهلاكي عالمياً، أي إن الإنسان أصبح يعامل نفسه كسلعة، لم يعد إنساناً بل شيئاً لتحقيق مزيد من المال، المال الذي يشتري السعادة يحقق الجنة على الأرض كهدف نهائي.

لكن ذلك كئيب جداً، ومريض وممرض أيضاً، فمثلاً أدخل إلى مؤسسات وجهات من الصف الأول، فأجد العاملين يقدمون خدمة مثالية، يرتدون ثياباً حسنة، يتحلون بمظهر فتان، يبتسمون أحياناً، لكنهم بؤساء جداً، ليس هنالك روح في تلك الخدمة التي أحصل عليها ولا تزيدني إلا امتعاضاً وإحباطاً لسبب أجهله، حتى ابتسامتي التي تتولد بسببهم، زائفة سرعان ما تطير وتسقط كطيارة ورق سهلة التمزق.

أذهب لمبنى جميل، ربما أكون قد رأيته في إعلان مثالي ما، يسحرني في اللحظات الأولى، لكن البريق يذهب بعد الثواني الأولى ويبقى الجمود الخالي من المعنى، أجد نفسي مُرهقة، أشعر وكأني أحمل المبنى على كتفي.

لم تعد الفنون ذات روح أيضاً، كل شيء يفتقر إلى الإنسانية، كل شيء وكأنه جزء من سرك كبير، فجوهر الفن هو اكتشاف النفس الإنسانية والعالم، لكن إن قام بصنعه إنسان يجهل نفسه ويسعى إلى الأضواء من أجل تحويل الفن إلى مال، ثم إن كان يستعين بالذكاء الاصطناعي، فأي فن سيبقى؟

أصبحت أحب السير في الشوارع القديمة لأحتفظ بشعورها قبل أن تصلها موجة التطوير والحداثة، أحب رائحة المنازل الطبيعية غير المبهرجة التي تبدو آمنة وحنونة، الأماكن التي تقدم خدمات بطريقة لا تؤذي العاملين فيها وحتى وإن لم تكن مثالية، المحتوى الرقمي الذي قد لا يكون جميلاً بمثالية لكنه يعكس حياة إنسان مثلي، ما زال يريد أن يكون إنساناً لا سلعة، أتأمل الوجوه الطبيعية باستحسان كبير، وأعقد مع هذه الأشياء صداقات خفية، صداقات تذكرني بأني إنسان، يمكن أن أخطئ، لن أكون كاملاً، ولكني إنسان ذو روح حية، وهكذا أستطيع أن أواصل في عالم لشدة مثاليته قبيح جداً.

الانسان
المجتمع
التكنولوجيا الذكية
الجمال
القبح
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    عرس الدم

    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح

    الأمان الزائف: نجمة باهتة في سماء الحقيقة

    بين فردانية الثواب وجماعية الوعي... حيث الحسين

    آخر القراءات

    كيف تبني شخصية طفلك في ضوء النصوص الشرعية؟

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف تواجه ما لا تستطيع تغييره؟

    النشر : الأربعاء 05 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ليش.. بين الاعتراض وغياب التسليم

    النشر : الثلاثاء 13 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الـخـطـبـة الـفـدكـيـة أفـضـل مـرافـعـة شـهـدهـا الـتـأريـخ

    النشر : الأحد 11 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    من كل قُطرٍ يتيمة!

    النشر : الأربعاء 31 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الجار ثم الدار.. ماهي ثمار هذا المبدأ؟

    النشر : الثلاثاء 29 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 867 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 490 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 465 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 434 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 380 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 353 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1275 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1127 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 867 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 687 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 669 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 648 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة
    • منذ 13 ساعة
    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء
    • منذ 13 ساعة
    عرس الدم
    • منذ 13 ساعة
    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة