إذا كانت الزراعة تحتل مكانة مهمة في اقتصاديات الدول المتقدمة، فإنها تعتبر بمثابة حجر الأساس بالنسبة لأغلب اقتصاديات الدول النامية، باستثناء الدول النفطية، ورغم ذلك تبقى أهمية الزراعة قائمة، على اعتبار أن الثروة النفطية غير دائمة، وإنما هي آيلة للزوال آجلا أم عاجلا، فضلا عن قيام دول كثيرة على الزراعة واعتمادها عليها، وتحتاج الزراعة إلى أيدي عاملة كثيرة والعديد من الأجهزة لتسهل مراحل الزراعة.
ويعد الجرار عنصرا مهما في حرث الأرض وتهيئتها لذلك فقد طوّر المعهد الوطني الصيني لابتكار الآلات الزراعية، نموذجا أوليا لجرار كهربائي ذاتي القيادة وحسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء، فإن الجرار الجديد الذي أطلق عليه اسم "إي تي 1004- دبليو"، يتمتع بقوة 100 حصان، وقد سجل رقما قياسيا فيما يتعلق بدائرة الانعطاف الخاصة بهذه الفئة من المركبات بلغ 3.5 مترا، بينما يصل هذا الرقم عادة إلى 5 أمتار.
وتعاون على تطوير النموذج الأولي للجرار فريق ضمّ إلى جانب المعهد الوطني الصيني لابتكار الآلات الزراعية، مهندسين من جامعة "تسينغهوا" والأكاديمية الصينية للعلوم، هذا إلى جانب عدد من الشركات المتخصّصة في تصنيع الآلات.
ويدعم الجرار الذي لم يكشف عن الكثير من مواصفاته تقنية الاتصالات من الجيل الخامس "5 جي"، كما يمكن التحكم به عن بعد لأداء العديد من المهام الزراعية في الأراضي.
فيما شركة كيبوتا كشفت عن جرار كهربائي ذاتي القيادة أيضا ووفقا لمصنّع العتاد الفلاحي والزراعي (كيبوتا) الياباني، فيوجد هنالك في اليابان اليوم القليل من المزارعين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إدارة أراضي زراعية واسعة المساحة.
حاولت الشركة إيجاد حل لهذه المعضلة التي أصبحت تؤرق الفلاحين، وكشفت مؤخراً عن تصميم قد يكون الحل الأمثل لها، وهو جرار ذاتي القيادة.
يدعى هذا الجرار باسم (آكس تراكتور) X Tractor، أو (الجرار آكس)، وقد تم تصميمه كجزء من برنامج (آغريبورو) للتكنولوجيا الآلية الخاصة بالشركة، وقد عُرض هذا الجرار الفريد لأول مرة على الناس في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك في معرض في مدينة (كيوتو).
على الرغم من أن الشركة لم تفصح عن الكثير من المعلومات والتفاصيل التقنية المتعلقة بهذا الجرار، فإنه على ما يبدو يشتغل على الطاقة الكهربائية بشكل كامل، حيث أنه مزود بمجموعة من بطاريات الليثيوم وكذا صفائح الطاقة الشمسية.
بدلا من عجلات عادية، تم تزويد (الجرار آكس) بأربعة زحافات منفصلة، والتي تسمح بتطبيق قوة جر مثالية على أسطح مختلفة، ولأن كل واحدة من هذه الزحافات الأربعة تملك محركها الخاص المنفصل عن البقية، فإن بإمكانها الالتفاف والدوران باستقلالية في سرعات مختلفة، مما يسمح بانعطافات أضيق في مساحات أضيق.
بالإضافة إلى ما سبق، بإمكان المستخدم تعديل ارتفاع هيكل العربة بالنسبة للزحافات، حيث بالإمكان خفض هذا الارتفاع عند الحاجة لثبات وتوازن زائد على سبيل المثال، كما بالإمكان رفعه عند استعمال العربة في حقول تغطيها النباتات الطويلة.
لا يوجد حاليا أي تأكيد عما إذا كان جرار (آكس تراكتور) سيصل لمرحلة الإنتاج والتصنيع، وفي حالة ما قامت الشركة بذلك، فإنها قد تواجه بعض المنافسة الشرسة من جرارات أخرى ذاتية القيادة من تصنيع وتطوير شركات أخرى على شاكلة Yanmar وCNH Industrial..
اضافةتعليق
التعليقات