للحياة وجوه كثيرة فتارة تظهر تلك الساحرة بوجه الحسناوات متزيّنة متبرجة تغري صاحبها فيفتتن بها ويقع في شراكها فلا يعود يرى سواها، وتارة اخرى قبيحة لئيمة يسعى صاحبها للخلاص منها بأي طريقة حتى وان كان الموت هو الطريق الوحيد للخلاص..
على اية حال هي لاتدوم احوالها، متبدلة، لا السعادة فيها دائمة ولا التعاسة فيها تبقى، تمضي ساعاتها وايامها فهي لاتقف لأجل احد ولا تنتظر احد ولكن اللبيب الذي يتحلى بالصبر على مر ايامها وصعوبة عقباتها وامتحاناتها..
فيدخر من ايام يسره لعسره ويأخذ من صعوبة الايام درسا يشق به طريقا للعبور ويكن على استعداد دائم، فالحياة مليئة بالمفاجآت السعيدة والحزينة.
في حياتنا كثيرا مانشعر بالحزن وذاك شعور مؤلم كثيرا ولكنه يزداد ألما حين نستسلم للحزن ونوهم انفسنا ان الحزن احساس لا يمكن مقاومته وهو على العكس تماما..
الجميع في هذا الاحساس متساوون فبطبيعة الانسان كما يفرح يحزن فكلنا مر بهذا الاحساس لأي سبب نراه مهم في حياتنا الخاصة ولكن مع تفاوت، فحال الذي يشعر بالحزن ويبكي سرا ودون ان يراه احد فيطيل المكوث وحيدا ليستنزف الدموع ويشكو لنفسه ضيق الدنيا رغم سعتها....
وحال الحزين الذي يبكي وبمجرد ان يلمح شخص يرسم ابتسامة صفراء على شفاه ذابلة ليخفي مافي داخله من ألم...
وحال الذي يكتشف ان من احب هو من تسبب بأحزانه او يعلم متأخرا ان من احب يقف مع الزمن ضده ويأخذ موقف المتفرج تارك الايام تنال منه....
اصعب بكثير من ذاك الحزين الذي يبكي على صدر احدهم فيربت على كتفه مواسيا ان هوّن عليك...
كثيرا من الاحيان تضغطنا الحياة وتكتم على انفاسنا لدرجة الاختناق... حينها نظن ان ليس هناك من هو اشد منا تعاسة وبؤس فلا نعود نرى سوى التعاسة والظلام الامتناهي... فنشعر اننا البؤساء الوحيدون في هذا العالم فلم نعد نتذكر اي لحظة سعادة وننسى ان ثمة بارقة امل (شمعة) ستضيء تلك العتمة التي اظلمت حياتنا ولو بعد حين..
على كل حال الجميع غير راض عن الدنيا واحوالها والكل يشكو منها مع فارق الاسباب،
ياترى هل هي راضية عنا ام تشكو وتجزع هي الاخرى...
اضافةتعليق
التعليقات