عند العودة الى تاريخ القهوة او بالأحرى الى تاريخ هذا المشروب الإرستقراطي، سنتفاجأ بأن 600 مليون شخص في العالم يتناولون القهوة بشكل يومي، أي ما يقارب 300 حوض سباحة من الاحواض الاولمبية، والجدير بالذكر إنها تحتل المرتبة الثانية كمنتوج إستهلاكي من حيث أهميتها لدى الناس.
إذ إن قبل13 قرن من إكتشاف القهوة، كانت هنالك معاناة كبيرة لمقاومة النعاس، حتى جاء راعي الأغنام العربي المسلم الذي يدعى خالد واستطاع بنباهته العالية إكتشاف القهوة، بعدما لاحظ نشاط غريب على قطيع الخرفان فور تناولهم من شجرة القهوة في اثيوبيا، وبعد ذلك قام العديد من العاملين في البحث عن هذه الشجرة و أخذ بذرتها وتناولها بعد غليها في الماء، كما ان الصوفيين كانوا يتناولون القهوة ليستطيعوا السهر طول الليل و ممارسة العبادات الخاصة بتركيز وخشوع أكثر.
و تم نقل هذه المشروب الى المدن والدول الاخرى عن طريق المسافرين و عابرين السبيل، فقد وصلت القهوة الى المكة المكرمة و الى تركيا في القرن التاسع الهجري وتم نقلها الى بريطانيا عن طريق مروّج بضائع تركي يدعى "باسكوا روسه" في سنة 1650م/1061هــ وتم تقديمها في مقهى بمنطقة لمبارد في لندن، وتم إفتتاح مقهى اخر في كورن هيل و الذي يعرف حاليا "لويدز لندن"، وفي سنة 1700م تم إفتتاح مقهى جديد بإسم (مقهى إدوارد لويد) و الذي تم من خلاله توسعة نشاط المقاهي و فتح أكثر من 500 مقهى في أرجاء بريطانيا، وما يثير الاهتمام في هذه المقاهي بأنها كانت تدعى "جامعة البنس الواحد" و ذلك لان الناس كانوا يستطيعون بدفع بنس واحد أن يقابلوا أبرز المفكرين و الفلاسفة في هذا المكان، وفي يومنا هذا فإن البنس الواحد يقدر ب 240/1 باون.
انتشرت القهوة في اوربا بشكل كبير ونالت استحسان العالم الغربي، إذ كانوا يقدمونها بنفس الطريقية العربية، بخلط بودرة القهوة مع الماء و السكر و ترك ترسبات القهوة في قاع الفنجان، وفي سنة 1683م/1095هـ ق إخترع أحد عشاق القهوة الذي كان يدعى "ماركو داويانو" من ترسبات القهوة الباقية نوع اخر سموه "كاپاچينو" بإضافة العسل و القشطة الى القهوة العربية.. وأدى ذلك الى اقبال الناس عليه بشكل اكبر بسبب لونه الجميل و طعمه اللذيذ.
اضافةتعليق
التعليقات