طيران الروح في هذه الأيام ليس عبثاً إنّه العشق الذي يسعى نحو الأفق الملكوتي، العشق الإلهي: ثوب خيوطه من النقاء والتسامح و السلام، وطرازه من بريق الدعاء والتهجد في كل آن والى حدّ الذوبان..
المغرمون الذين ينتظر السحر لمعان أعينهم من الدمع في حضرة الحق سبحانه "التائبون العابدون الحامدون السائحون" الذين تتلمذوا على يد إمامهم السجاد عليه السلام ومناجاته الخمسة عشر وبقية الأدعية والصلوات إذ يقول في إحدى أدعيته الرمضانية "والراحل إليك قريب المسافة... "١.
لا بعد ولا فراق بهذا العشق، العشق الذي لا ينقطع واللذة التي لا تنفد والشوق الذي يتنهد بدموع المزيد من الواصل إذ يقول عليه السلام: "يا منى قلوب المشتاقين" ٢، واذا باحت أرواحهم الحب تراها كشاعر مترف الإحساس يجول خياله بين بنفسج الإيمان وقداح الإبتهالات وكرز الحياء من المعشوق الذي لا يشبهه معشوق.
الرب الذي شرّع سفن الفؤاد تغوص في شذرات من بحور نوره "إنه الله الذي لا إله إلا هو"، هو الحب، الخير، السلام، الامان، الإنسانية، الشعور، الإحساس، الترافة، الجمال، الورد، الرب الذي وجد في كل حيّ يحيي الحياة، الإله المعشوق في نظر هؤلاء هو الطاقة الظاهرة الكامنة الى فعل الخير.
الإله الذي يأمر بالصلاة والصيام وصلة الرحم ومساعدة من هو محتاج الإله الذي يحثّ على الدعاء وعدم اليأس من رحمته.
إلهي، وانت تقود روحي نحو قدرك، خلصها من نمش الخطايا، وألبسها زبرجد رحمتك، إلهي بحجم نورك الذي لا حجم له املأ قلبي نور الإيمان إلهي أين يكمن سرّ رضاك، دلني عليه ما حييت، إلهي، لا تحرم أروحنا شرب الحج في الحياة، ولا تحرمها النظر إلى نورك في الممات، إلهي إلهي، أرشق رحمتك عليّ كالودق الهاطل في مروج القرى.
أيّها الرب العظيم الجميل! أصلي إليك كما الورد والمطر والربيع بروح تعشق طقس العبادة الدافئة، بحنانك أناجيك بإحساس يلتذ بالآه وبعين تشتهي الدمع وبفؤاد يحتضن الحسرة على ما فرطت من الذنوب.
نعم هذا هو ديدن الذين امتلئت قلوبهم بمعرفة الحق سبحانه..
___________________
اضافةتعليق
التعليقات