هي المُقاد وأنت السائس، هي الأمانة وأنت المأمون، هي الهدية وانت المُهدى، هي رحمة وأنت مرحوم بها إن كُنت قد علمت بعظمة شأنها وعُلو قدرها وطُرق المحافظة عليها!.
"النفس الإنسانية" السَهم الموزّع بالتساوي بين أرواح البشر، لم تُخلق لتترك هدراً، أُنزلت معها الإرادة والتعقل لتحكمها وتحميها وتسمو بها إلى الرشد والإحسان والنجاة الدنيوي والأخروي.
قد نَرى الكثير من الناس يعاملها بتأديبٍ مُطلق يحاول أن يوازن مع ما تريد وتشتهي ويزجرها عن ما يسوؤها ويرديها ويبحث عن ما يحصنها ويعقلها وبذلك ليدخلها بوابة الإستقرار والأمن النفسي ويكون يُمناً عليها.
ولكن هناك من يكن شؤماً على نفسه، على ذاته ودنياه وآخرته بل وعلى مجتمعه بأجمعه.
قد أهدى الله تعالى الإنسان كنوزاً عظيمة من عقل وقلب وإمكانيات جسدية وإجتماعية وبذلك يستطيع الإنسان إستخدامها لصالحه ولكن المؤسف من يوظّف نفسه لإستخراج السوء بكل هذه العطايا ويكون هو الظالم الأول لذاته!.
كيف تكون شؤماً على نفسك؟
حين توظف نفسك ضد المجتمع بالغيبة والنميمة والحسد والحقد، بالتباهي وبالتكبر عليهم، حين ترى من يساوونك قدراً حشرات تحت قدميك، حين تظلم وتتجسر على الناس، حين تَهمّ الى كشف عيوبهم وفضائحهم.
وأما على ذاتك، حين تغرقها بالراحة المطلقة بالنوم والسهر والاكل المفرط والمتع الزائدة الزائلة.. حين تعطي لعقلك حبوبا منوّمة كي يخمل ولا يعقل ولا يتفكر، وتعطّل بذلك أهمّ وظائفه السامية التي خُلق من أجلها.. حين تغلق باب النور على القلب كي يغفل ويسهو ويلهو ويبتعد عن ما يرتقي به وتوظّفه طاعة لملذات النفس.
حين تذل نفسك بالخمول بدلا من العمل والمحافظة على عزة النفس وعدم خنوعها للغير،
حين تقبل بالجهل وتتجاهل ابواب العلم المشرعة امامك بأنوارها.
إن توفّرت بك ثلاثة من هذه المُرديات، فأنت بذلك تمشي بطريق الشؤم على الذات، توقف.. تدارك الأمر، لا تساهم بظلم نفسك.
اضافةتعليق
التعليقات