البخل من الصفات القبيحة التي تُفسد حياة من يعتادها، حتى قيل: البخيل شخص يعيش طيلة حياته دون أن يتذوق طعم الحياة.
للبخل أنواع: فهناك من هو بخيل على اهله، كريم على نفسه .وهناك من هو كريم على اهله بخيل على من حوله .وهناك من هو بخيل حتى على أموال الأخرين .
والبخل بكل انواعه فعل مذموم، يُبعد الناس عن صاحبه .إلا ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد وجه الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري الى نوع من انواع البخل في وصيته له حيث قال: (يا أبا ذر، كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك).وهنا النبي الأعظم يحث على الشح (أشد البخل) على العمر.
فقد وهبنا الله تعالى العديد من النِعم واعظمها هي نعمة الوجود والحياة، من خلال حياتنا نستطيع توظيف كل النِعم الالهية إما خيرا او شرا .فكل يوم جديد تشرق فيه الشمس هو فرصة جديدة لاستغلالها فيما يطور وجودنا ويُخلد ذكرنا ويأخذ بنا نحو القرب من الله .
كلٌ منا يبحث عن مملكة السعادة، طريق النجاح في هذه الدنيا، ومفتاح كل ذلك هو تنظيم الوقت .أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة ونافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة. فالسعادة الحقيقية تغمر كل انسان اذا ما انجز عملاً نافعاً حيث يجد لوجوده فائدة تُذكر.
أما النجاح فهو الصديق الصدوق للوقت المُنظم، اذ لا يفارقه أبداً .فالناجحين على مدار الزمن هم أولئك الذين نظموا اوقاتهم وتعاملوا مع اعمارهم بدقة، كمثال معاصر يُذكر ان السيد جعفر الشيرازي أراد كتابة (شرح في أصول الكافي) فلم يجد وقتاً مناسباً لذلك، بحث في جدول يومه فوجد عشرة دقائق ممكن استغلالها، بدأ يكتب كل يوم في هذه العشرة دقائق، بعد أيام كتب مجلد شرح أصول الكافي من جزئين .
هكذا نحن كذلك لو راجعنا جدول حياتنا لوجدنا ساعات تمر بلا هدف، لو عرفنا استغلالها لأنتجنا شيء ما .
لإدارة وقتك بشكل جيد :
تحتاج الى هدفية في اعمالك، حدد ما تريد الوصول اليه، ضع خطة: فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
دوّن افكارك وأهدافك على الورق، لكي لا تنساها، ويستمر حماسك للوصول اليها. وتذكّر ان الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس اذا لم تستطع إنجاح خطتك، المهم ان الوقت مضى في شيء يطور مهاراتك، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.
حدد الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، باختصار اختر ما تراه مفيدا لك في مستقبلك، اجعل صلاتك وواجباتك من أولويات حياتك، وتذكر أننا خلقنا لنعبد الله عز وجل .
استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، ولا تجعل من الوسائل الحديثة مصدر رئيسي لضياع وقتك، وتخبطك بلا هدفية.
لتنظيم وقتك، نظّم مكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يحيط بك، ذلك سيظهرك بمظهر جميل، ويبعث الراحة في نفسك.
وبالتأكيد لا تنسى وقت راحتك، خذ لك وقتا كافيا للنوم، للترفيه عن النفس، وتذكر بأن الطبيعة مصدر للإلهام والإبداع .
ولأن كل ثانية تمضي يستحيل عودتها عكس المال الذي من الممكن استعادته، اوصى رسول الله (ص) بالبخل في الوقت، واستغلاله بشكل دقيق جداً .
اضافةتعليق
التعليقات