نعيش بين نقيضين ونتأرجح بين المبادىء والواقع المفروض، فنلوذ من فرط الالتباس بأوهن متكأ خشية السقوط، لذا صار الغرب وعاداتهم أأمن مأوى يضعنا على حافة الهاوية !نتيجة بعدنا عن معاني الامور الحقيقة والواقعية لمنهجية الاسلام، فأمسى التطور لدينا يعتمد عليهم وعلى رغباتهم وما يهوونه ويعتقدون به.
ولما كانت الرحمة هي قلب الحياة النابض، فتارة تجدها شجرة يابسة في نفوس البعض، وتارة تجدها على وشك ان تموت من فرط سقياها بماء عكر في نفوس الآخرين! لما صارت ماهيتنا على حسب التطور واشباع رغبات التقليد!.
في صورة من المجتمع ترى قطة تمشي بخطوات متهالكة من الجوع والمرض والكل يحاكيها بالحجارة، وكلب تسحقه عجلات السيارات ويرموه على الرصيف كجزاء على وجوده بيننا، تلك الافعال وغيرها الغير مقبولة والبعيدة عن واقع الاسلام امست مقبولة دون ادنى محاولة لتوقيفها، نتيجة تشبع الشارع بالمآسي وهدر دماء الابرياء بالطرق العديدة، وكأنه لاتعني لنا حياة الحيوان شيئا ناسين وصايا رسول الامة (ص) حين يوصينا بالرحمة بالحيوانات وضرورة عدم منعها من الطعام والرفق فيها!.
وفي صورة اخرى من صور المجتمع ومن بيننا نجد من برز من باب "تفيك" او"موضة جديدة" وقام باحتواء تلك الحيوانات وشرائها وضمها الى بيته وصار كمن تبناها لتعيش وتنام معه في نفس الغرفة والمكان، يحتضنها ويلاعبها ويطلق عليها اسماء عديدة، كما هو حال بعض الشباب والبنات، متخطين بذلك التصرف الخطوط الحمراء للشريعة، اذ تنص الفتاوى على ان الكلب كله عين نجاسة، لعابه وشعره، وحتى اذا كانت رطوبة في اليد حين لمسه، وحتى الاناء الذي يشرب فيه لاينظف الا بعد غسله بالرمل ثلاث مرات وغسله بالماء ويترك ل٤٠يوما حتى يموت ميكروب خاص يتركه في الاناء الذي يلحس فيه، ومكروه اقتنائه للزينة، اما للحراسة فلا اشكال فيه.
واما القطة فكما يعرف ان شعرها كثير التساقط ، فلو سقطت شعرة واحدة على الثياب بطلت الصلاة فيها، الا ان الاناء الذي تشرب فيه طاهر، فأي رحمة تلك التي تجرفهم نحو الهلاك!.
ان غياب التوازن والتوعية جعل الفوضى تعم المجتمع، جراء غياب المؤسسات الخاصة التي تهم بشؤون الحيوانات، واهمال وصايا الشرع او بالاحرى التغاضي عنها لان التطور الذي صار الركيزة الاولى التي يعتمد عليها لحياة افضل هو حياة صاخبة ومبادئ واهنة.
اضافةتعليق
التعليقات