قُل لي.. واشفِ فؤادي المعتل
امنحني من عطفك بُرهة
لأُحدق في عينيك
لأخلع من قلبي رداء الحزن
لتقرأ بمقلتي يتم الوجود
لتمسح على رأسي بداعي اني يتيم الوصل!
فإنني اخيلُ لعلي من فيوضاتك انهل
لأُلقي التحايا عليك وانا احاذي نسيمٌ تعطر برداءك يلفح وجهيَّ اللهفان
غدوت اجوب المدن ارتجي الابواب، الجدران
اسأل الأشياء عنك فقد انهكني كل حيٍ بجهله!
وانهاني الشِـقَاق!
تسحق ثواني ليلة الجمعة على جراح قلبي باقدامها المسننة لتزيدني ايلاماً
لترميني في وديان اليأس بعدما تسلقت بيدين منهكة جبال الـ عل وعسى !
وما رجوت انقضائها خلا اني ارجو ان ادرك تلك الموعودة
التي تبزغ فيها كـ شمس حانية لا لاهبة
من فجر طال بنا ظلامه وما لاح خيطه الأبيض !
إنغرست في الخيبات وما عدت ابصر
حتى لاح لي من عتمة الإِبـْلاس لحظة طيف !
طيف الـ"لأبكين عليك بدل الدموع دماً"
فسالت ادمعي وجداً
ياترى ما ترى ولأي الرزايا دمعك دماً جرى؟!
فما دمت انا في أساي دمت شجبٌ !
انني قصدتُ كل النواحي وجهلت انني كلما ظننت قربي زاد بعدي
لما هجرت فحوى الناحية المقدسة! فهي تشرع ابوابها لتهديني اقصر السبل
هل قذيت عينٌ فساعدتك على القذى؟!
واي الجفون تلك التي تقرحت مع جفونك؟!
وانت مصاب الحسين اقرحها في ارض كرب وبلاء
هل واسيتك ام اني تجلببت بجلباب التقصير والتسويف والآمال
فصارت تلك سجاياي!
مولاي اقبلني ردني اليك لعلي ابكي جازعاً!
سأخلو بقصيدتي وانعى الذبيح
لن أوصد بابي هذه المرة سأرتقبُ قدومك
وان كنتُ حبيس الموبقات والذنوب فأنت
ينبوع الرحمة لن تخليني من رحمتك
ماهكذا الظن بك ولا المعروف عن فضلك واحسانك !
حتى ان مد لي الردى كفه واغتالني من الوجود
فـ اخرجني من قبري مؤتزراً دمعتي مجردا لوعتي
حتى تمضي الى البقعة المباركة تطلب ثأره، ترفع رضيعه
"بأي ذنب قتل"؟!
ذاك سؤالك وتلك قصتي
فلك عهدا وبيعة في عنقي
انني سأفني ما تبقى لي من ايام حياتي استنشق المصاب
وادعو للفرج فذاك سبيلي !...
ككل غائب يرحل ويودع عندنا شيء ما
نتعهده بالرعاية في غيابه
لما إحتجب
ظل نظره شابحاً على مجالس جده
يلملم دموع ذارفيها دواءا لجراحه
ونحن الذين لم نحظَ بشرف رؤيته
لم نسعد بطلعته
بالحضور بين يديه كما في الازمان الماضية
كأولئك الذين
كانوا يتزودون من ينابيع الرحمة عندهم كلٌ بإمام عصره
لابد ان نؤدي حقه علنا نعوض ما اهديناه من غيبة طويلة
من غربة شجية..
بسبب ذنونبا وعدم تهيئنا لتلك الطلعة الغراء بأن نبكي على عاشوراء فمولانا الصادق (ع) يقول بحديث مضمونه ان احب العيون الباكية والعبرات هي عين من بكى على الحسين (ع) فهو اسعد فاطمة وادى حقنا..
فكلمة الصادق (ع) ادى حقنا تعني ادى حق صاحب الزمان عج وسائر الائمة فالحزن على كربلاء اوسع السفن واسرعها وصولا لقلب وشخص الامام !
فاذا بكى المؤمن ادى حق الامام الباقي بعد هذه المصيبة من باب المواساة وتسلية قلبه لانه المهموم الاكبر والجازع الاول..
حين يقول فلئن اخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور.... فلأندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين لك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً، حتى اموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب !
فأي مرحلة من الاسى تلك التي يصل اليها بالحزن ليستحيل دمعه دما وتتقرح جفونه وهي لايصلها احد الا ان دام بكائه بحرقة وجزع طويل، فلنتأمل وضعه وهو المدخر لطلب ثأر من اسهده ومنعه رقاده .
فهل من مواسي؟!
ويبقى سؤالي ترحاً ترى اترانا نحف بك وانت تؤم الملأ؟!
سؤال يقتل كل ليلة ويحييه مطلع الفجر يا فجري المرتقب، فأنت كل الامل وقبلة الشوق.
اضافةتعليق
التعليقات