يالجماله، ويالقوة تأثيره فينا، كشعاع ضوء ينير عتمة دواخلنا....
فيحمد الله ويشكره بيقين ورضا، كل من دبت ارجله على هذا الكون ومر بهذه الساعة، انها ساعة الحاجة والضيق، ساعة الالم التي تطعن احشائنا، حين نتلفت ولا نجد من يعيننا في شدتنا، فنرفع بصرنا ويدينا الى الواحد الوهاب، مهمومين خائفين، نعبر له عما يختلج في صدورنا، ويضطرب في عقولنا متعلقين بحبال رجاءه وقلوبنا تردد مناجية متوسلة: ( ربي اعني، ربي ارحمني).
وكالبرق تنزل رحمة ربنا ولطفه الالهي، من حيث لا ندري ويقضي لنا امرا ظنناه عصيا، يالجمال تلك الساعة، ونحن نسأل وهو يعطي ونحن نناجي وهو يجيب.
ويالروعة ذلك الشعور الذي يثير فينا السكينة والصفاء، فيحولنا من نكدين حزينين، لفرحين سعداء، فيصبح عندنا يقين ان الله اقرب من حبل الوريد، وان قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(1) قد تحقق.
فتتألق الأفئدة والأبدان والأذهان بعشق الرحمن، فيولد لدينا الهاما عاطفيا وجمالا حسيا ورضا روحيا، وتنبت لنا جناحي فرح من عطفه وحنانه لتقمع اليأس الذي غرسته الأيام والظروف ويصحو الامل، فننعم بفيوض رحمته، ونحن نردد: (الهي لك الحمد الهي لك الشكر).
فيدفعنا هذا بوعدٍ لرب العزة متأكدين واثقين تمام الثقة لأستقامة سلوكنا المستقبلي وسلامة قلوبنا من كل زيغ، ونقاء لساننا من كل عثرة وزلة.
وبينما نحن داخل عجلة الحياة الراكضة وهوسنا بتحقيق مطامحنا والوصول لأهدافنا بشتى الطرق ولهفتنا المستمرة لأشباع رغباتنا، تأخذنا الايام والسنون وتلهينا المشاغل والاعمال وينسينا المال والبنون وعدنا الذي قطعناه ذات يوم للودود الكريم، لكن حاشى لله ان ينسى او يغفل لكنه يسامح ويصبر، وعلى حين غفلة تلكزنا الايام، فنجد انفسنا وسط دوامة وحيرة لم نحسب لها حساب، فهذه المشكلة او ذلك المرض افزعنا و انهك قوانا.
وقتها نتذكر ان لنا ربٌ سميعٌ قادرٌ مجيب، قد اعاننا يوما وسوف يعيننا، فنرفع أكفنا متلهفين متضرعين خانعين ومناجين: (رب ارحمني رب اعني). فيستجب لنا الغفور الرحيم وتعطينا العين التي لاتنام، يالجماله ولطفه، ويالروعة مناجاة عبده الفقير الذليل الصادقة.
وهذه مناجاة العبد الصالح والامام التقي ذو الثفنات ومنار القانتين. الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (ع).
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مَنْ لا يَفِدُ الْوافِدُونَ عَلى أَكْرَمَ مِنْهُ، وَلا يَجِدُ الْقاصِدُونَ أَرْحَمَ مِنْهُ، يا خَيْرَ مَنْ خَلا بِهِ وَحِيدٌ، وَيا أَعْطَفَ مَنْ أَوى إلَيْهِ طَرِيدٌ، إلى سَعَةِ عَفْوِكَ مَدَدْتُ يَدِي وَبِذَيْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ كَفِّي، فَلا تُولِنِي الْحِرْمانَ، وَلا تُبْلِنِي بِالْخَيْبَةِ وَالْخُسْرانِ، يا سَمِيعَ الدُّعاءِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اضافةتعليق
التعليقات