فتيات بعمر الفراشات نراهن ينتشرن بين المدن وعلى الطرق العامة بغية الحصول على المال. فتارة نراهن يجمعن الخبز المتيبس أو بقايا عُلب فارغة من أجل بيعهن، وتارة أخرى نجدهن يبعن الماء أو شيء بسيط تحت حرارة الشّمس اللاهبة وحتى في أيام الشتاء البارد، وأما الفئة الثالثة فنجدها تتسول من مكان لآخر.
عند النظر إليهن نجد البراءة ترتسم على وجوههن فهن لا زلن لم تُشحن قلوبهن بمدنسات الحياة.
لا نعلم ماهي الظروف التي أوصلت تلك الفراشات إلى هذا الوضع.. تُرى أهو الفقر فلا من معيل لهن؟ أم أن بعض اأهالي وجدوا في ذلك ربحا فقاموا بزج بناتهم في معترك الدنيا لكسب المال؟! أم أنها منظمات استغلت العوز والحاجة لهذه العوائل وباتت تُشغلهم لصالحها مع اعطائها اليسير مما يحصلون عليه؟.
حتى وإن تعددت تلك الأسباب تبقى الفتاة المشردة في هذه الشوارع والأزقة هي الضحية من حيث لا تعلم. فهي لا تدري أي المخاطر التي تحوفها في المجتمع، أضف إلى ذلك أن هذه الظاهرة لها انعكاسات ومخاطر كبيرة وأبعاد على نفوس وتنشئة هذه الشريحة. فاليوم الكبار لا تأمن على نفسها من الفساد المستشري في البلاد فكيف بالأطفال وخاصة الفتيات؟.
وعندما تصل إلى بعضهن وتسألهن هل تحبن المدرسة؟ يقلن نعم نتمنى أن نتعلم. أمنية بسيطة يحق للجميع التمتع بها، لكنه الفقر الذي بدأ يتحكم بمصير الناس فيحرمهم من أشياء ويعرضهم للمخاطر ويقف بوجه أحلامهم، صدق أن قال أمير المؤمنين واصفاً الفقر: (لو كان رجلاً لقتلته).
فلابد من الجهات المختصة القيام بسن قوانين للحد من هذه الظاهرة عامة وللأطفال بصورة خاصة وذلك من خلال عدة طرق من شأنها معالجة هذا الأمر. وللدولة السهم الأكبر إذ يمتلكون كافة المقومات التي تساعدهم في التقليل من ظاهرة التسول وللأطفال النصيب الأوفر في ذلك.
واقعاً نتمنى أن يعيش الإنسان بكرامته لا أن تُراق من أجل الحصول على لقمة العيش لا أن يضحي بفراشات ويعرضهن للخطر من أجل ذلك.
اضافةتعليق
التعليقات