سَجَّلَ التاريخ في مثل هذا اليوم جريمة بشعة!، أشرقت شمس يوم جديد وتجددت مع شروق الشمس ذكريات مؤلمة، تجاوز وتعدي، ظلم وارهاب، أنام وأستيقظ كل يوم ولسنوات وأنا والطيور فقط من نقبل قبور أولياء الله.
أنا ذرة من تراب شاهدة على جرمٍ عظيم، فقبل سبعة وتسعين عاماً في يوم الثامن من شوال عام ألف وثلاثمائة وأربعة وأربعين هدموا قبب ومنارات وأضرحة حرم أربعة من حجج الله على خلقه في البقيع الغرقد.
كل هذه الأعوام والأيام والساعات مرت ولم يقتص أحد من البشر من الجناة ولم تعد قبورهم كما كانت، فلا ضريح ولا قبة ولا منارة ولا زائر يستطيع أن يقرأ الزيارة بصوت عالي أو يقبل القبر، لم يكن بوسعي أن أفعل شيئاً لرد الظلامة عن ساداتي أولياء نعمتي سوى إني قد قدمت شهادتي لقاضي القضاة الخالق وشكوت له مظلومية صفوته وخيرته من خلقه فالله يمهل ولا يهمل.
هناك من دفع أربعة ملايين ليذهب إلى بيت الله الحرام مع أنه لو حسبنا التكلفة الحقيقية لا تتجاوز المليون واحد لكن السكوت على الباطل جعل الأمر طبيعي، وحين يزور قبور أئمته يرى الظلم بحق ساداته لا يتحمل فينطق بكلام يدافع فيه عن مظلوميتهم أو يريد أن يقبل قبور من اصطفاهم الله وشرفهم ولكنه ولأنه لم يرضَ بالظلم يظلم ويسجن ويمنع من أداء مراسم الحج ويلقى الشتيمة والسب والأذى.
كل هذا لأنه خالف قانون حاكم ظالم فظلم وهو ليس حتى مواطناً لحكومته بل زائر دخل بماله!، والمحزن في الأمر أن هناك من يرى الظلم ولم يحرك له جفن!!
فماذا تتوقعون أن تكون النتيجة؟؟
ألا تتوقعون أن استمرار بقاء قبور أئمة البقيع مهدمة هي أحد الأسباب التي غضب الله لها؟؟
سلط الله على كل العالم ذراتٍ من فايروس، وستبقى ذرات الفايروسات تشن هجماتها الخفية مدى الحياة وسيدوم الذعر، إلا إذا استفاق الناس من سباتهم ولم يرضوا بكافة أنواع الظلم وألوانه.
نعم إنها ذرةٌ بذرة..
ذرة تراب قدمت شكواها إلى الله لظلم محمد وآل محمد فغضب الله لهم وأنزل ذرة من الفايروس لا ترى بالعين المجردة.
القضيه ليست قضية المسلمين فقط، القضية قضية الانسانية جمعاء، قبور أئمة كانوا مناراتٍ لكل العلوم في الطب واللغة والفلك و...
كانوا مصداقاً للرحمة والانسانية والعدالة والعفو والكرم و...
فحق المطالبة بإعادة بناء القبب والمنارات لخيرة البشر واجب على كل طبيب وأستاذ وباحث ومثقف بل على كل انسان على وجه الكرة الارضيه لرد جميل القليل من أفضالهم في تطور الانسانية في المجتمع ولنشر مبادئهم واحياء ذكرهم صلوات الله وسلامه عليهم.
ذرة الفايروس صارت حديث الجميع في كل مكان من بقاع العالم ربما لا يوجد هناك شخص واحد لم يتحدث بموضوعها أو يستمع أو ينشر عنها في مواقع التواصل.
بالمقابل قبور أئمة جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يعلوها إلا ذرات التراب وعلة ذلك لم يكن أصحاب الضمائر الحية المطالبين بإعادة بناءها إلا القليل القليل من الكثير من المسلمين مع أن دين الاسلام هو الأكثر عددا من بين الديانات المختلفة.
ووفقاً لما أحصاه مركز بيو للأبحاث فقد ذكر في بياناته لعام 2020 أن عدد المسلمين الحالي لعام 2020 قد وصل إلى 1.8 مليار شخص.
وقد ذكر المركز أن هناك شكوك في هذه البيانات بسبب أن هناك دول لم تقم البحث في عدد المسلمين فيها مثل مينيمار التي تنشأ فيها حروب ضد المسلمين، والاحصائيات بشكل عام هي عدد تقريبي لأنه ربما هناك أعداد لم يتم احصاؤها في أقاصي البلاد.
ومع هذا الرقم الكبير من المسلمين في العالم، ماهي نسبة المطالبين منهم بإعادة بناء أضرحة أئمة البقيع؟؟ كم هم المتألمون لهذه الجريمة؟؟ فلو وُجِدَ شخصٌ واحد ذو حكم ونفوذ ومعارف وتأثير ومنطق ومتكلم واستشعر بمسؤوليته وأحيا قلبه وأدى واجبه تجاه أولي نعمته، فكل خير هو فيه منهم وببركتهم سوف لن يبقى البقيع على ماهو عليه، أما لو اجتمع المسلمون على ذلك واتحدوا فلن يبقى شك بتحقق مطلبنا.
اضافةتعليق
التعليقات