قال تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس".
مع إقتراب عيد الغدير ، عيد الله الأكبر ، يدور في خلدي كيف نَصب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام أميرا للمؤمنين.
فما هي قضية عيد الغدير؟ وما الذي حدث في ذلك اليوم وفي ذلك المكان؟
قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أقامني للناس كافة يوم غدير خم فقال:
"من كنت مولاه فعلي مولاه، فبعداً وسحقاً للقوم الظالمين".
وقالت فاطمة بنت رسول الله، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي :" من كنت وليه فعلي وليه ، ومن كنت إمامه فعلي إمامه ".
فعيد الغدير هو ذلك اليوم الذي أجمع فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين الذين كانوا معه في حجة الوداع جميعاً عند غدير جم .
وكان يوم شديد الحرارة ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى يا رسول الله .
فقال : أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإني أوشك أن ادعى فأجيب ، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله ، ثم قام وأخذ بيد علي فرفعها حتى بان بياض إبطيهما فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وإنصر من نصره وأخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث ما دار .
فقام له بعض الأشخاص وقالوا : يا رسول الله هذا الأمر منك أم من الله أن تأمر علينا إبن عمك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم بل من الله .
ثم تقدم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النعمان بن الحارث الفهري فقال : أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد وبالحج وبالصوم والصلاة والزكاة فقبلناها ، ثم لم ترضى حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا الشئ منك أو أمر من الله تعالى ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : بلى والله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله .
فولى النعمان بن الحارث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء .
فرماه الله بحجر على رأسه فقتله .
فأنزل الله تعالى :" سأل سائل بعذاب واقع ، ليس له من دافع من الله ذي المعارج".
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين جميعاً أن يبايعوا علياً عليه السلام بأمرة المؤمنين . فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
فبايع جميع المسلمين رجالاً ونساءً.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليبلغ الحاضر منكم الغائب، اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.
فأنزل الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
اضافةتعليق
التعليقات