الطفل هو مسمى يطلق على الانسان منذ ولادته وحتى مرحلة ما قبل البلوغ، ويعتبر الأطفال الفئة الأهم في المجتمع حيث إن تربيتهم بطريقة صحيحة لها الأثر الكبير في المجتمع في الحاضر والمستقبل، لذلك لابد من الاهتمام بهم وإعطائهم جميع حقوقهم كالحق في التعليم وفي الرعاية الصحية والحق في اللعب والترفيه ومنع الظواهر التي تحول دون حصولهم على حقوقهم؛ كظاهرة عمالة الأطفال التي انتشرت في وقتنا الحالي بشكل ملحوظ!.
ولهذه الظاهرة أسباب يجب الوقوف عليها ومعالجة ما يمكن معالجته بكل عزم واصرار, والتي أهمها:
١-المستوى الثقافي المتدني للأسرة حيث إنهم ينظرون للتعليم على أنه أمر لا فائدة منه!.
٢-ارتفاع مستوى الفقر عند الغالبية من الأسر، مما يدفع الكثير من الأطفال إلى العمل من أجل مساعدة أهلهم والإنفاق عليهم..
٣-قلة وجود المدارس في بعض المناطق الفقيرة والنائية..
٤- كثرة الحروب والأزمات التي تخلق العبىء الاقتصادي وتزيد معدلات الفقر..
كل هذا له آثار ونتائج سلبية على الطفل وعلى المجتمع أيضاً والتي من مجملها حرمانه من الحصول على التعليم، والتعرض لظروف العمل الصعبة التي لا تتناسب مع الحالة النفسية والجسمية والعقلية للطفل، فمن المشاهد التي تتكرر ونراها يوميا تعرضهم المباشر لأشعة الشمس وفي وسط الطرقات العامة وفي الشوارع وحتى تحت الجسور لمحاولتهم أن يجدوا ما يتفيئوا ظلاله، أضف إلى ذلك اكتسابهم الكثير من العادات السيئة لأنهم يقضون أغلب أوقاتهم في الشارع؛ كالتدخين وتعاطي المخدرات ووو.... إلخ.
وبذلك نكون كلنا قد ساهمنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة بتشرد وايذاء هؤلاء الأبرياء والذين أوصانا الله بهم وأودعهم أمانة في أعناقنا إلى أن يبلغوا أشدهم، فمن المسوؤل الأول؛ الأهل أم الحكومات أم المجتمع (أنا وأنت)؟.
كلنا مسؤولون، فلا تقل ليس شأني وليس أبنائي وليس لي دخل، فلو حاول كلٌ منا ولو محاولة بسيطة لما ازداد الأمر تعقيدا فالله سبحانه وتعالى يقول: (ولينفق كل ذو سعةِ من سعته) سورة الطلاق /اية ٧.
لو كل فرد منا طبق شيء بسيط من هذه الآية الكريمة لما أصبح الأمر بهذا السوء فهي مجرد دعوة للذين يجعلون أموالهم دولةٌ لهم ودعوة لنكران الذات ودعوة لعدم التمسك أو التسارع لإحياء الشعائر وإن كانت واجبة، فسد رمق الفقراء هو الأحوط وجوباً لاسيما ونحن نتعايش حاليا مع موسم الحج الذي أوجبه الله على كل مسلم وفقا لشروط حددها الاسلام والتي من ضمنها الاستطاعة والقدرة المادية التي ربما إن وجهت على من يستحقون لكان عند الله أعظم وأجل وأقدس من كل حجة.
روي أن "علي بن يقطين" أحد تلامذة الامام الصادق عليه السلام وهو من أتباعه ومن أصحابه الخلص أراد الذهاب إلى الحج وقد علم أن الامام الصادق عليه السلام قد ذهب قبله فجهز نفسه ومتاعه ليذهب الى الحج، وحين مسيره صادفته امرأة ذات أيتام فرّق قلبه وأعطاها كل ما يملك من متاع ورجع إلى بغداد.
ولما انتهى موسم الحج وعادوا الحجاج الى ديارهم جاء رفاقه لكي يزورونه فتعجب منهم وقال: لكني لم أذهب إلى الحج؟! قالوا: كيف وقد رأيناك تطوف حول الكعبة وتسعى بين الصفا والمروة، أنسيت حينما أقمنا على جبل عرفات!.
في الواقع لم يذهب بن يقطين إلى الحج ولكن بعث الله ملكاً ليحج مكانه، فكتب له الحج. فقال عنه الصادق عليه السلام: (ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ما حججت إلا أنا وناقتي وعلي بن يقطين).
فلنساهم جميعا بمحاولة ٍمنا لإنهاء جزء من معاناتهم ولنطالب وكلٍ من موقعه بإعادة قانون التعليم الإلزامي ومتابعة المتخلفين عن الدراسة والتركيز على هذا الموضوع عبر شاشات التلفاز وشبكات التواصل للحد من هذه الظاهرة السلبية وليعيش كل طفل مرحلته ولا يتجاوزها لأن الحياة كالسلم لا ينفع أن يتخطاها الفرد مرة واحدة حفاظا على سلامته.
أمنيتي أن لا أرى طفل يستظل عن حرارة الشمس لكي يبيعك ماء أو (كلينكس) أو علكة أو يلمع حذاءك أو زجاج سيارتك، وإن صادفوكم فلا تتجاوزهم أو ترمي لهم ما في جيبك من دريهمات؛ بل قف واشترِ منهم وإن كنت لست بحاجة الشيء، فهذا أضعف وأقل ما تستطيع فعله، وتذكر دائماً أن الانسانية مرتبة يصلها البعض ويموت الآخرون دون الوصول إليها.
اضافةتعليق
التعليقات