من النعم الجميلة وجود الأب في حياتنا، اللهم أطل في أعمار الباقين وجازهم إحسانا لما قدموه لأبنائهم وارحم من رحل منهم إلى جوارك واسكنهم جناتك، وارحم كل يتيم ويتيمة فقدوا نعمة الأب واشتاقوا لوجوده وعطائه وحنانه.
الأب هو الأمان والحنان ورمز القوة لأبنائه فهو من يفني عمره وحياته وصحته ويخاطر بنفسه من أجلهم وفي سبيل أن يعيشوا حياة كريمة آمنة فهل عرفنا قيمة الأب؟!
الأب..
ليس فقط من يوفر المأكل والمسكن وغيرها فهناك من تتوفر له هذه الماديات ولكن ينقصه تواجد أباه معنويا ونفسيا فالأب هو المعنى والروح والملهم لهم، فهناك من يفتقد وجود الأب رغم توفر كل شيء..
كم يتيما اغرورقت عيناه بالدموع لحظة شعوره بفقدان والده في لحظات ربما نراها جميعا لحظات سعادة ولكن اليتيم يحزن لفقدان سعادة هذه اللحظة بفقدان من يحب، عندما يعطى طفلا يتيما حقيبة مدرسية تلك التي توزع على الأيتام في المدارس ويمسكها وبداخله شوقا لأن تكون من والده، مشاعره مشاعر فرح ولكن ممزوجة بحزن يأتي بها كل يوم وهي كأنها شعار هذا يتيم هذا فاقد الأب.. ويتيم آخر تغرورق عيناه حينما يرى طفلا آخر يجري راكضا لمجرد رؤية أباه يحتضنه ويتشبث به ويمطره بالقبلات، وكم طفلة تنظر للأخريات وكيف يدللهن آبائهن وكيف يقدمن لهن الحماية ويشعرن بالفخر والإعتزاز.
ولذلك جاءت أكثر الآيات القرآنية وأكدتها الروايات التي تشدد على الأيتام وتركز على التحنن والتكرّم على الأيتام، لما لهذه الفئة من أهمية في المجتمع ولكي لايعيشوا مهمشين أو عالة على أحد من جانب المادة فقد ضمن لهم الإسلام كل شيء فيعيشوا حياة كريمة بالتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع وتقديم المساعدات لهم.. عوضا عن فقدان آبائهم..
ومن الجانب النفسي، التحنن عليهم وملاطفتهم حتى المسحة البسيطة على رأس اليتيم لها أجر لما يترتب عليها من بناء نفسية اليتيم وتعزيز ثقته، وتساهم في ترقيق القلوب على الأيتام ومن جانب آخر حفظ كرامة اليتيم، فجاءت الآيات القرآنية موضحة إلى كيفية مساعدة اليتيم فيجب أن تكون بالمحافظة على كرامتهم، فعند مساعدتهم وتقديم أي خدمة ومد يد العون لهم بذلك نكون كأبائهم ونسد شواغرهم.
وعند تقديم المساعدات لهم أتمنى أن أرى الجهات التي ترعى الأيتام أن تراعي هذا الجانب وتحترم مشاعرهم بدون التصوير وعرضهم، فأنتم المستفيدون لأنكم تعرضون خدماتكم ولكن وان كانوا أطفال فهم لهم مشاعر واحاسيس فيكفيهم اليتم وفقد الأب.
دعونا نساعدهم ويظلون محتفظون بكرامتهم .. ولنأخذ من أئمتنا أجمل الدروس وكيف كانوا يتعاملون مع من فقدوا أبائهم والفقراء والمحتاجين يساعدونهم ويتصدقوا ويمدوا لهم يد العون بالسر. وكانوا دائما يحافظون على جانب مهم في تكوين الإنسان ألا وهو الجانب النفسي..
لكي لا ينحرج..
ولا ينجرح..
ولا يُذل ولا ينكسر..
ويعيش حياة كريمة..
جميعنا نرجوا الثواب من الله ولا ننتظر الثناء من الجميع فأكرموا اليتيم بصمت..
اضافةتعليق
التعليقات