"خط الموت على ولد آدم، مخط القلادة على جيد الفتاة، وما اولهني إلى اسلافي اشتياق يعقوب ليوسف وخير لي مصرع انا ملاقيه..." كلمات اشعلت في دواخل الوجود معنى الثورة!، لتعيد كربلاء امجادها من جديد.
وبين ازقة هذا العالم الزائف الذي ينادي بحرية التعبير لا تزال الحشود الشيعية تعيش حالات قاتمة من الظلم الذي كان ثمنه دم الابرياء، لتنتهي ابرزها بمقتل الشيخ نمر باقر النمر، واستمرت مسرحية الظلم هذه ليصل الطابور العقيم الى بحرين الإباء في محاولة غير شرعية لإجهاض الحق.
وما تٌقدم عليه السلطات في البحرين من ارتكاب للجرائم المستمرة بحق المدنيين من الطائفة الشيعية يفوق جميع التصورات الإنسانية والأخلاقية ويخالف كل القوانين الدولية التي تعطي الحق بحرية التعبير عن الرأي وتحفظ كرامة الانسان.
ومن غير الطبيعي تقبل الانتهاكات التي احدثها الهجوم الاخير على منزل رجل الدين الشيعي آية الله عيسى قاسم، والذي اقدمت عليه الاجهزة الامنية في ارتكاب جريمة القتل المتعمد وجرح العشرات من المدنيين واعتقال المئات وانتهاك حرمة منزل الشخصية الشيعية الرفيعة، وتلفيق التهم الباطلة على المعتقلين.
وبكل فخر نستطيع ان نقول بأن موقف البحرينيين كان مشرفاً في المقاومة، لتنتفض على اثره الجموع الثائرة طالبة بحقوقها المشروعة في ميدان الوطن، واقفة جنباً بجنب القائد... واما النساء فتفعل دورهن ليكملوا مسيرة زينب (سلام الله عليها) في اظهار الحق، فخرجن الى الشارع غير خائفات يلوين ذراع الموت بهتافاتهن المبجلة، ليخط لهن التاريخ موقفهن الصامد بوجه القمع والظلم ابهى رايات العز والكرامة، لأنهن عالمات بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس!.
كما ان الوقوف الصامد للثلة الشعبية المقاومة عمقت حجم الهزيمة النفسية للنظام، واستمرار الصمود، وتعزيز حالة الصبر والاستراتيجية الذكية والنزول للشوارع والتعبير عن حالة الاحتجاج وتوسعة الغضب الشعبي في مختلف مناطق البحرين وخارجها ساعد في تعزيز المقاومة.
كما ان وقوف المحتجين من خارج البحرين ووقفة المتظاهرين امام السفارة البحرينية كان لهما دافع نفسي كبير للاخوان المتضررين في البحرين، كما انهم نددوا بفرض الاقامة الجبرية على المرجع الشيخ عيسى قاسم، ومطالبة الأمم المتحدة والمجتمع والمنظمات بالتدخل وايقاف العمليات الاجرامية التي تطال الشيعة في انحاء العالم وبالاخص البحرين.
لأن معركة اليوم هي معركة ارادة وعقيدة لتحقيق التغيير نحو الديمقراطية، ونستطيع ان نقول بأن السلطة تكرر اخطاءها من جديد، مع شعب لا يمل ولا يكل من المطالبة بحقوقه المشروعة حتى آخر رمق ومهما كلفه الأمر من التضحيات، فالنظام بات يأخذ البحرين بحماقاته الى المنزلقات المدمرة، التي من الممكن ان تنتهي بحروب اهلية.
بإختصار... هم ارادوها كربلاء لكنهم نسوا بأن الموت لأولاد الحسين عادة، وكرامتهم من الله الشهادة، "ولكل دم رد دم، يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه"، وابناء المقاومة سيزرعون ارواحهم في ساحات الوغى مادام ظلم آل سعود يأكل من ارض الإسلام بلا حق!.
اضافةتعليق
التعليقات