تمر الاعوام وتمضي السنون ومازال الامل معلقا بأطراف ذاكرتي، اصبح وامسي وهمسات الناس تنهش في قلبي وروحي، ولكن انا صادقة كيف لي أن اضع الغطاء علی رأسي وانا لم اقتنع بوضعه، وكيف لي ان اترك مساحيق التجميل وهي جزء مني، وكيف اترك مهاتفة معجبيني وهم فقط من يستمع الي، اريد فقط شخصاً ابث له همومي وشكواي، اي احد اتكلم معه ويبدي لي اعجابه بي، امي توفت مذ كنت طفلة وابي همّه الافواه الجائعة فلم اره في الدار الا و انهكه التعب وقد نام على وسادته.
لم يعد يعني لي الامر كثيراً، فالفيس بوك ومواقع التواصل الاخرى وفّرت لي الف صديق الى ان حدث مالم يكن بالحسبان، ذات صباح فتحت حسابي لأتفقد اصحابي وارد على رسائلهم، وجدت تهديدا من احدهم ان لم استجب لمطلبه الدنيء سينشر صوري عبر مواقع التواصل ويفبرك بعضها حسب ماتشتهي نفسه، اه ياالهي كيف وثقتُ به وارسلت صوري بحجة انه يريد ان يتعرف اليّ اكثر ويرسل بعدها اهله لخطبتي..
ياالهي اين الجأ الان لا ملجأ الا سواك تعلم خفايا القلوب. سيتهمني البشر بدنائتي ولااحد يصدق اقوالي لا ابي ولا زوجته التي لاتعرف حتى القراءة والكتابة فانّى لها باستيعاب ما ابرره من فعلتي، حبست نفسي في حجرتي والدموع تنهمر على وجنتي، كيف لي ياالهي مناجاتك وانا لم اكن اراك واشعر بك الا في وقت الضيق والحاجة، الم تكن موجودا سوى الان!.
كسرتُ عجرفت نفسي وتوجهت الي ربي، توضأت بمحراب العشق وصليت له كي تتساقط مابي من ذنوب كي يتسنى لي رؤية النور واتلمّس درب الهداية فغشاوة بصري التي صنعتها بأفعالي منعتني من رؤية الطريق على الرغم من سطوعه الحاد، مضت سويعات قليلة وانا في غرفتي واذا بي اسمع من في البيت ينادي بإسمي، فتحت غرفتي فوجدت صديقة لي لم التقِ بها منذ سنوات، رحبتُ بها وادخلتها غرفتي واذا بي ارى في يدها كتيب صغير، مدت يدها واعطتني الكتاب..
لم يكن عنوانه مالفت انتباهي بل ما كتب عن العنوان اذ كان مكتوب: {هذه قصيدة لابن العرندس ماتقرأ في مكان الا ويحضر فيه الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف}، تهلل وجهي فرحا وكأن السماء ارسلت لي هذه البشارة واستجابت لدعواتي، لم اكن افكر بالامام المهدي المنتظر ولا حتى ناجيته في يوم من الأيام، اما الان فوضعي مختلف جداً انا بحاجة ماسة لمساعدته فهل ياترى سيتركني؟!
التمستها بأن تبقي الكتاب معي لاشعار اخر، فوافقت وودعتني ومضت، رنّ هاتفي لمرات عدة وتوالت علي الرسائل من ذلك الشخص الدنيء، لملمتُ جراحي وخرجتُ لزيارة الإمام الحسين عليه السلام مصطحبة معي الكتيب، دخلتُ مطرقة الرأس خجلة مما حملته على ظهري من الذنوب، شرعت بقراءة تلك القصيدة والدموع تمتزج مع كلماتها فقد اخذتني تلك القصيدة الى عوالم اخرى.
طَوايا نِظامي في الزَّمانِ لها نَشرُ*يُعطِّـرُها مِنْ طيبِ ذِكراكُمُ نَشرُ
قصائدُ ما خابَتْ لهُنَّ مقاصِدٌ* بواطِنُها حَمدٌ ظواهِرُها شُكـرُ
مطالعُها تَحكي النُّجومَ طوالِعاً* فأخلاقُها زَهـرٌ وأنوارُها زُهرُ
عرائِسُ تُجلى حينَ تَجلِي قلوبَنا* أكاليلُها دُرٌّ وتيجانُها تِبرُ
حِسانٌ لها حَسّانُ بالفضلِ شاهدٌ*على وجهِها بِشرٌ يُزانُ بهِ البِشرُ
أُنظِّمُها نظمَ اللَّئالِي وأسهرُ اللَّيا* لي ليحيى لي، بها وبِكُمْ ذِكرُ
فيا ساكني أرضَ الطُّفوفِ عليكُمُ*سلامُ مُحِبٍ ما لَهُ عنكُمُ صَبرُ
ما ان وصلتُ الى هذا البيت حتى جثوتُ على ركبتي وبتُ اردد: سلام محب ماله عنكم صبر، سلام محب ماله عنكم صبر..
شعرت بشيء غريب، لم اتذوق طعم العشق الا في هذه الساعات الحرجة من حياتي، اكملتُ قراءة القصيدة ورجعتُ للبيت، واذا بالرسائل التهديدية من ذلك الشخص تصلني بالمئات..
كيف بي يارب لم ارَ الإمام المهدي روحي له الفداء، لقد قرأت القصيدة التي يحضر لدا سماعها ولكنه لم يأتِ، وضعت القصيدة تحت وسادتي وبعد يومي المتعب اخذت غفوة واذا بي ارى في عالم المنام شخص له هيبة وقد وضع يده على رأسي وقال: لقد حضرت يابنيتي ولكن لم تعرفينني، كثرة الذنوب حجبتك عن رؤية المحبوب وها انا ارد سلامك الذي كررتيه لعدة مرات..
افقتُ من نومي وکلي يقين بأن مولاي الحجة سيأخذ بيدي ويخلصني من مأزقي، عاهدت نفسي على ترك كل ما يقف حاجزاً بيني وبين رؤيته، وصرت اسأل نفسي قبل فعل كل شيء هل يرضى الإمام عنه ام لا؟
وصل اليوم الذي حدد لنشر صوري وفضيحتي، لم افعل شيئاً سوى منادة الإمام والاستغاثة به، لم اجرؤ على فتح الرسائل التي اسمع اصواتها تتوالى في هاتفي المحمول، تخيلت ان صوري تم نشرها بأبشع منظر وان حياتي قد دمرت بالكامل وربطت موقفي هذا بيوم القيامة وكيف ستعرض اعمالي على جميع الخلائق هناك، أمسكت هاتفي بيدي المرتجفتين وعند رؤيتي لإسم ذلك الشخص كاد قلبي يقع واغمضت عيني وحاولت التماسك والقراءة، واذا بالرسائل التي كنت اظنها رسائل الفضائح كان بدلها رسائل يلتمس فيها العذر ويقسم على حذف جميع صوري وعدم التشهير بي..
اصابني الذهول من الموقف، سقط هاتفي ارضاً، رنّ في تلك اللحظات، لم اقوَ على حمله والرد ولم اكن اشتهي الكلام مع شخص غير الإمام بعد اليوم، ولكن اردتُ ان اعرف سبب الانقلاب الذي حصل فبدل ان ارد على المكالمة تشجعت وخطت اناملي رسالة استفهم منه الخبر وبعد مناقشة قصيرة فهمت أن اخته قد هددت من قبل شخص بنشر صورها، وتعرضت لإنهيار عصبي وتم نقلها للمشفى وعند نومه جاءه شخص جليل، وقال له كما تدين تدان، وردد هذه العبارة مرات عدة، فقلت: سلام محب ماله عنكم صبر، السلام عليك ايها الغائب الحاضر، السلام على المضطر الذي يجاب اذا دعا.
اضافةتعليق
التعليقات