1.. إنتقل ظلّها الدنيوي الى رحمة الله، تهاوى سور حياتها العظيم، تلاشت سَكينتها وسُكناها وتهشّم العمود الفقري الذي يحمل كل اضلاع حياتها بصلابة.. نعم إنكسرتْ، بكت و حزنت وحين سألوها من سيعيلكم بعد فقد زوجكِ؟ من سيدفع إجاركم من سيأوي أطفالكِ؟!
بسكينةٍ أجابت؛ زوجي هو الذي قد مات و رب زوجي حي لا يموت ..
جاءها خبر الفرج من ورث ابيها المعلق مسرعا بعد يومين، وها هي تشيد لنفسها منزلا صغيرا دون إيجار، خصصت غرفة منه لتجعلها مشغل خياطة، يسدُّ قوت يومها ويملأ وقتها بفائدة .
عن التوكل أُحدّثكم..
2.. تزوّج أصدقائه، ملأوا بيوتهم بنينا وبنات وهو لا يزال الاعزب الوحيد الذي قد إنتهى عقده الثالث و دون أن يحظى بزوجة إثر تراجع وضعه المادي..
عرضوا عليه انواع الحرام والملذات الوقتية التي تخلّف خلفها الندم والذنوب، لكنه تغاضى عن تلك الوساوس البشرية وعفّ فَرجه و عينه و جسده،
و حين اختار القدر بأن يزوّجه، كان نصيبه لبنت المدير الجميلة، غدا صهر المدير المدّلل بفضل أمانته واخلاقه .
عن الصبر الجميل أحدثكم..
3.. فضائح الناس تزاحم أعينها ومسامعها، إنظري لبنت فلانة و إسمعي عن فضيحة فلان و هي عمياء و بكماء في صخب الأصوات و الأفعال،
تهرول منهم مسرعة لا تريد أن ترى، لا تريد ان تسمع ..
همّها أن تسدل ستار الستر على أعراض الناس بكل ما اوتيت من قوة،
سألوها ذات يوم كيف لبناتك ان يعيشوا بتلك السكينة و الإستقرار و لا يُسمع لهن صوت و لا يُرى منهن أثر!!!
ماهي خطتكن؟!..
أجابتهم بسلام؛ لم اتكلم عن عرض أحد و لم أشأ ان اسمع عن فضيحة مخلوق، تربّت بناتي على هذه الخصلة مني و ها هي رحمة ربي تجلّلنا بأمانها .
عن الستر احدثكم..
4.. و هل ينتهي الحديث عن مكارم الاخلاق المتدفقة من دين نبينا محمد (ص)؟!
هذا لأنه بعث متمماً لكل الفضائل الأخلاقية الموجودة في سائر الأزمان، ومن يتبع نهجه الشريف حتماً سينجو دنيا و آخرة،
و لكن ما يردينا هو إعتقاد البعض أن دينه وعقيدته (صلى الله عليه و آله) متمحورة حول الصلاة و الصيام فقط !
و يتهاونون في بقية الأمور المهمة في الحقيقة،
تأتي إحدى النساء المؤمنات كما تزعم هي، لتطعن أعراض الناس ببذاءة و تكشف اسرارهم و تذيعها للملأ دون إكتراث، جاهلة لقول النبي (ص): (من اذاع فاحشة كان كمبتدئها و من عيّر مؤمنا بشيئ لا يموت حتى يركبه!).
و أما من يعترض على إرادة الله دون صبر و سكينة، و يجهل أنه لربما ألم اليوم يغدو املاً لغدٍ افضل واجمل ..
ولنا في صبر خاتم الرسل (ص) اسوة حين يقول: (إن النصر مع الصبر)..
أودعَ لنا بأبي وأمي منهج متكامل لحياة سوية، جميلة ومستقرة.. و ما الشتات الذي إعترى بعض الأُسر الا بسبب الإعراض عن ذاك المنهج الجوهري ..
فلتكن افعالنا محمدية..
وأخلاقنا محمدية..
و أقوالنا محمدية..
اضافةتعليق
التعليقات