اجتمعوا في داره المبارك كي ينهلوا العلم و البركات من تلك الثنايا الطاهرة من سُمينا باسمه المبارك جعفرية امامنا الصادق عليه السلام.
بعد لحظات مليئة بالانتظار والشوق تكلم عليه السلام وأخبر شيعته بأن أرضهم سوف تصبح مهدا للعلم والمعرفة، وسوف تصبح مباركة بعدما تطأها قدم امرأة مباركة، فتتشرف تلك البقعة بحَمْلِها.
رئيس مذهبنا عليه السلام حدّث الناس عن قدوم فاطمة المعصومة المطهرة المباركة، و مهد لهذا الحدث المبارك، استعدادا لمجيئها، يا لها من عظيمة، حيث يتكلم إمام معصوم عظيم، عن معصومةٍ وعظمتها فيقول:
ألا أن لله تعالى حرما وهو مكة.
ألا إن لرسول الله حرما وهو المدينة. ألا أن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة. ألا ان حرمي وحرم ولدي بعدي قم، ألا إن قم كوفتنا الصغيرة. ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها الى قم تقبض فيها امرأة هي من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنة باجمعهم .
ارتسمت البسمة على شفاه الحاضرين وتمنى كل من كان حاضرا في تلك اللحظة ان يحظى برؤيتها وان يسكن في جوارها، انتشر الخبر في أرجاء المدن بين الشيعة بسرعة فائقة، مما تسبب بهجرة الناس في المدن المجاورة الى مدينة قم، وظل الجميع يترقب موعد ميلادها المبارك لسنوات عديدة.
وفي اليوم الأول من ذي القعدة عام ١٣٧ه، في المدينة المنورة، في بيت الوحي، نجمة سماء موسى الكاظم (ع)، امرأة مغربية كانت تناجي ربها بالخلاص، تدعو ربها ليخلصها من آلام الولادة، إنها لحظات مربكة، تضجّ بالاختناق والترقّب، بينما كان النور يصلي في محرابه ويدعو لتسهيل أمر النجمة.
ارتفع صوت التكبير والتهليل في أرجاء البيت، رائحة العود والعنبر كانت تفوح من تلك الغرفة، وأخيرا وبعد انتظار طويل وُلِدتْ النجمة، فماذا يمكن أن نتوقع منها؟ إنها نجمة ولَدت نجمة.
يا لها من نجمة، سوف تنير سماء قم .
وها هي معصومة أشرقت الدنيا بنورها، وراحت طيور الفرح تغرد بأجمل الألحان والتهاني، وتهدلُ بأجمل آيات التهاني والتبريكات. وجاءت الى ساحة النور المبين موسى الكاظم (عليه السلام )، جاءت من سكنت قلب أبيها ومن قال ع في حقها: فداها أبوها.
ومن أصبح وجودها المبارك و مرقدها الشريف مهبط العلم و البركات فهناك قصص كثيرة عن البركات التي نالها طلاب العلم و من تشرف بأن يجاور تلك البقعة المباركة ففي كل لحظة هناك من يرفع حوائجه باسم هذه السيدة الجليلة إلى الله و لا يرده الله خائباً بل يعطيه أضعاف مضاعفة.
ببركة هذه العالمة المجاهدة الغريبة عن الأوطان، عن الامام الرضا علیه السلام قال : (من زارها عارفا بحقها فله الجنة).
کما ورد عنه علیه السلام أنه قال: (من زار المعصومة بقم کمن زارني).
نقول كما قال الرؤوف في زيارتها: يا فاطمة اشفعي لنا في الجنة فإن لك عند الله شأن من الشأن. ما هذه المكانة العظيمة و المقام الرفيع ليقول امام معصوم هذا الكلام في حق هذه السيدة الجليلة.
رحم الله صاحب هذه الأبيات حين قال:
سر اﻹله بضعة الرســـــــــــولِ .....
بنت الكاظم سليلة الــــبـــــتــولِ .....
أخت الإمام عمّة الـــــــــــــــجوادِ .....
شفيعة لمحشــــر العبـــــــــــــــــــــــــادَ .....
بِحُبِّها أرجو النجاة في الـــغدِ .....
من العذاب و النكال السرمدِ .....
بل من عذاب القبر والسؤالِ .....
وكلّ ما يعقب من أهـــــــــــــوالِ .....
قُبِّتها محبوبة الجبّـــــــــــــــــــــــــــــارِ .....
زائرها مشمول لطف الباري .....
اضافةتعليق
التعليقات