الى اي درجة يوفي الأخ لأخوّته و ينصر اخوه و يتبعه.. ويحاول بأن يكون له السند الاوحد واليد الثالثة والقلب الثاني؟!
الى اي حد يجسّد كل معاني الغيرة والحميّة له.. و هل يكتفي بالحب والاحترام ام أن الامر يتطلب عطاءاً اوسعاً!!
البعض يكتفي بمجرد سلام جاف و تحية عابرة.. والبعض يربط درع الأخوة بإحكام على ظهره على مدى السنين والأيام حتى لا يترك اخوته ولا يخذلهم أمام قسوة الحياة ..
هكذا فعل مولانا " احمد إبن موسى الكاظم " عندما علم بغربة الرضا.. لم تتركه الحمية بأن يلبث بمكانه و ينتظر عودة اخيه او بأن يدعو لسلامته فقط ، بل حمل اشلائه وروحه وقلبه و عبر كل تلك الاراضي البعيدة و الجبال والتلال حتى يصل الى "ضلعه الآخر" .. ولكن القدر كان يأبى لهذا الأمر بأن يتم.. وقبل وصوله الى مولانا الرضا قُتل من قِبل المنافقين و اُخفي قبره .. (( ولكن النور لا ينطمس، النور يفرض نفسه.. يُظهر نفسه..)) في كل مرة عندما كان ذاك المزارع يسقي زرع مزرعته يرى بقعة نور مضيئة ترتفع الى عنان السماء وكأنها خيط ذهب خالص.. حاول بأن يتجاهل ذلك النور ليذهب ولكنه كان يظهر في كل ليلة لتحتضنه السماء العالية وكأنها تحتمي بنوره من ظلمتها..
كان هذا الامر مبهماً للمزارع مما جعله يذهب لسيد جليل الشأن حتى يحاول بأن يجد جواب لهذا الأمر.. أمره السيد بأن يحفر تلك البقعة نهاراً ليرى ما تخبئ خلف نورها الوضاء.. وحين حفرها وجد خاتماً ثمين القدر و القيمة منقوشاً عليه اسم سيدنا الكريم.. احمد بن موسى الكاظم.. و فور إكتشاف هذا الأمر تم بناء ضريح مقدس للسيد الغيور بمركز شيراز (مدينة الورود ) و تسميته "بشاه چراغ" اي " سيد النور" ..
كان يود بأن يرى اخيه ويؤازر غربته وحينما قتلوه واخفوا دفنه ظنوا بأنهم يستطيعون إطماس الشموخ و العظمة و لكن نوره يزهر حتى الآن في كل ليلة من خلال مناراته الشامخة لتمتد الى ظلمات السماء ويضوي لسكانها و نجومها..
...
فمن قال أن مولانا الرضا غريب؟! اي غربة تلك و ذاك الضلع المُحكم يحفظه بزاوية قريبة منه و الضلع الآخر يحتمي بقُم المقدسة و يزهر هناك بجواره، ليتشكلون كمثلث نور لبعضهم دون الغربة و الوحدة..
و ها هي انوارهم تسطع في ميلاد الرضا، لتحتفي بذكرى قدومه السّار لهذا العالم.. فحرم اضرحتهم غدت ساحة للجمال والعظمة بذكرى ميلاد السلطان الاكبر " على بن موسى الرضا "..
لست غريب يا مولاي.. انت السلطان الأكبر لهذا العالم..
يدخل الزائر بوابة السلطان بعطر الشوق و الطمأنينة ليستأذن الدخول منه، فتنفتح ابواب الرحمة له ليستنشق هواء السعادة المنعش ويطوف بأروقة سلطنته المُذّهبه ولا يخرج منها دون انقضاء الحاجة و الفرج و الراحة..
فسلامٌ عظيم يليق بروحك العظيمة وقدرك الأعظم يا سلطان الحب والرحمة..
اضافةتعليق
التعليقات