إنه لشرف عظيم ان تحظى امرأة، بأن تكون زوجة لإمام معصوم ولشرف اعظم ان تصبح والدة لمعصوم اخر...
شرف لا تناله الا من كانت تستحق هذه العظمة فعلا، فعلى قدر طاقة كل انسان سوف يملأ إناء روحه من فيوضات الهية...
نجمة نالت هذا الشرف العظيم واثبتت بأنها تستحق هذاالشرف وهذا الوسام بجدارة ليترسخ اسمها في قائمة النبلاء والعظماء مدى الدهر..
طهارة روحها اوصلتها الى ما وصلت..
امام معصوم يهنيها...
بينما كانت تتحمل وجع المخاض كانت مسرورة لانها تعرف عظمة مولودها المبارك بينما كانت تناجي ربها أشرقت الارض بنور شمس الشموس وانيس النفوس علي بن موسى الرضا(ع)، نجمة أصبحت مهدا للعلم والعظمة اقترب منها الطاهر ليرى الطهر...
وسرت موجات من السرور في بيت الوحي والطهارة.
في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة تنورت المدينة مرة اخرى بنور شمس من شموس آل بيت المصطفى..
سارع الامام الكاظم (عليه السلام) الى نجمة ليهنيها بوليدها قائلاً: ( هَنِيئاً لكِ يا نَجمَة، كَرامَةٌ لَكِ مِن رَبِّكِ).
وأخذ عليه السلام وليده المبارك، وقد لُفَّ في خرقة بيضاء، فأذَّن في أُذنِه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفُرَات فَحنَّكه به، ثم رَدَّهُ إلى أمه، وقال عليه السلام لها: (خُذِيه، فَإِنَّهُ بَقِيَّةَ اللهِ فِي أرضِهِ).
لقد استقبل سليل النبوة أول صورة في دنيا الوجود، صورة أبيه إمام المتقين، وزعيم الموحدين عليه السلام، وأول صوت قرع سمعه هو: اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله .
وهذه الكلمات المُشرِقَة هي سرُّ الوجود، وأُنشُودَةِ المُتَّقِين
وسمَّى الإمام الكاظم عليه السلام وليده المبارك باسم جده الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) تبركا وتيمنّاً بهذا الاسم المبارك، والذي يرمز لأَعظَم شَخصية خُلِقَت فِي دنيا الإسلام بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، والتي تَحلَّت بِجميع الفضائل.
هنيئا لك يا نجمة كرامة لك من ربك اصبح فلذة كبدك (علي بن موسى الرضا) أمان للّاجئين يقصده المحب والمبغض ليكشف عنهم ما بهم من ضر انه (الرضا) الذي رضي به الجميع.
لماذا سمي الامام عليه السلام بالرضا:
روى ابن بابويه بسند حسن عن البزنطيقال:
قلت لأبي جعفر الإمام محمد الجواد (عليه السلام ) إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده، فقال عليه السلام:
كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا لانه كان رضى لله عز وجل في سمائه، ورضى لرسوله والأئمة من بعده (عليهم السلام) في أرضه.
فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضى لله عز وجل ولرسوله والأئمة من بعده؟
فقال:
بلى، قلت: فلم سمي أبوك (عليه السلام ) من بينهم بالرضا؟
قال:
لأنه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام)، فلذلك سمي من بينهم بالرضا.
اضافةتعليق
التعليقات