• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فجر البقيع

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 13 تموز 2016 / اسلاميات / 3830
شارك الموضوع :

وحيدة جاثية أمام قبور اولادها، تمسح دموعا سخية، تسيل على وجنتيها، النار التهمت بعض من حجابها، محدودبة الظهر، الظلام يحيط بالمقبرة، عينياه

وحيدة جاثية أمام قبور اولادها، تمسح دموعا سخية، تسيل على وجنتيها، النار التهمت بعض من حجابها،  محدودبة الظهر، الظلام يحيط بالمقبرة، عينياها لم تعد طرية فهنالك اثر ضرب ظاهر عليها، ابواب المحاجر مغلقة، فصوت اوجاعها، قد علق على المقبرة لتغدو حزينة، الرؤية تكاد تنتحر في متاهة هذا الظلام، عقارب الساعة تبلغ ذروة الوجع، مازال الوقت مبكرا للرحيل عنهم، يعلوها نشيج كأنه الصدى يقارع السكون، تسمع همسا من بعيد!.

دبيب اقدام خائفة، يشد مسامعها الغافية، عند قبر ولدها المهدوم، يبدد الظلام، يبدد النشيج، بالتسابيح والتهليل، شيءهنالك قادم ، كأن القدوم لجبل، يطوي صفحته من الوقوف، لشدة اشتياقه لحضن ارضه، عباءة  فيها من الطف علامة، ومن الشام ذكرى، ومن المخيم دخان، يد مقيدة، تلوح لتلك المرأة الجالسة من بعيد، يشدني اللقاء بينهما، عيون باكية والعتمة اخذت تكسر صمت الليل،  بتسابيح الاضواء، في سمائها أسى، وقلبها يضج بشغف  ،نثرت ايام عمرها كحبات عقد، واشعلت شمعة من وميض قلبها، فجفى  بئر العيون من جمر اللقاء، فلم تعد تلك العيون زمزم، وعناقيد اشتياقها تعانقها، والقلب هائم لا ينصت، وهمسات لا تخفت، اوجاع لا يطويها الدهر.

أحاسيس مبعثرة من شتى بقاعِ الارض، عتمة مرافئ لقصائد ثكلى، لا يسمعها الملوك، تناغي اجسادا تحت الثرى، تقابلا في العزاء والنحيب، الام وابنتها فكان المأتم عند القبور.

 تائهة انا في تلك البقاع، اطوي المسافات و ابحر فى ليلٍ لاينقضي والقلب أضناه الحنين، مخبأة  خوفي في قارورة الزمن، العتمة تحادث السماء، اسفار الاهية تهبط واسفار ترفع  في فوهة السماء، ثرثرتي في هذه البقاع، تعبق اركان منفسي.

وأصبح القلب عاجزا عن النبض كأن الروح قد انتهت من الجسد وكأن الزمن توقف عند هذا الحد، امرأتان تقيمان العزاء وليس هنالك قبور بل قطع تراب او ارض خالية ، ظلام يحيط بي يخنقني، يقتلني، أخذت أقلب عن خيط رفيع يدلني لمَ كل هذا العزاء هنا ولمَ تلك الحواجز؟! لا ليس هنالك فقط اسراب الحمام النائحة ؟؟  للحظة فقدت من كان معي من الحجيج وانتبهت انني وحيدة هنا عند الشابك الحديد، بحثت عن قلوب تطمئن لها النفس فلم أجد من مجيب، ليسمع حديثي و يحتضن دمعتي، لقد عدت لزاوية عمري، لاكمل لعزاء معهم، لحديث نفسي، لدمعة تسمع وتجيب، لألم يعتصر القلب ويقتلع الروح، لسراب يحدث ضجيجا في المكان، وحيدة في متاهات الدروب.

سمعت صوت من بعيد وكأنها تلك البنت الحزينة تنعى وتقول:  نـوحی عـلـى الأولاد يـازهـرة الحزينة فـي كربلاء واحـد او واحـد في المدينة..

 سمعت الام ما نعت به ابنتها، زاد بكائها واخذت تهيل التراب على رأسها، دمعات وزفرات وحرقة وصراخات، آه ثم آه، على القبور المهدمة بعدما كانت منار وعلما تضيئ ء سماء المدينة، من هذه الآه عرفت انها السيدة فاطمة الزهراء فهذه الآه سمعتها في كربلاء عند قبر الحسين واليوم عند  قبر الحسن. واما زينب فقد جاءت تشارك امها في العزاء، ومواساة امها من ارض البقيع،  ذلك المزار المهيب الذي اصبح الان قاعا صفصفا لاتكاد تعرف بوجود قبر، فضلا عن أن تعرف صاحبه، من اثار حقدهم الدفين، هدموا قباب الائمة.

 (( يريدون أن يطفئوا نورالله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)).

*البقيع مقبرةٌ مقدسة في المدينة المنوّرة، وقد دُفن فيها اربعةٌ من الائمة الاطهار من اهل البيت سلام الله عليهم... وهم:

•الإمامُ الحسنُ المجتبى بنُ الإمامِ عليٍّ أميرِ المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

•الإمامُ زين العابدينَ عليُّ بنُ الحسينِ صلوات الله وسلامه عليه.

•الإمامُ محمدُ الباقرُ بن الإمامِ زين العابدينَ صلوات الله وسلامه عليه.

اهل البيت
الارهاب
البقيع
#يوم_البقيع_العالمي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    الشهداء أولاً: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الذكاء.. هل هو صفة وراثية أم اكتساب من البيئة؟

    النشر : الخميس 09 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    بين الولادة والموت.. أوهام مكذوبة

    النشر : الخميس 26 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    قوارير دون رفق

    النشر : الأربعاء 11 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الدراما الرمضانية: بين نقل الحقائق وتشويه الصور

    النشر : السبت 25 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    متلازمة توقف التنفس أثناء النوم وأهم الخطوات لعلاجه

    النشر : الأثنين 30 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 660 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 444 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 23 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 23 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 23 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة