دقت نواقیس قلبي بنغمة فرح وحياة في أزّقة روحي المنكسرة، انها ساعة اللقاء، ما اصعب ان ترى محبوبك في كل سنة مرة، لطالما تمنيت ان تطول بي ايام اللقاء والوصال، ها هي مآذن المساجد ترفع اذان المغرب باصوات عذبة شتى، انها اصوات استقبال المحبوب فقد حل ضيفاً عزيزاً على قلوبنا هذه الايام، نسمات الجنان هبت من حولي، دقات قلبي تسارعت شوقاً الى رؤيته والتزود من طلته البهية، اصطحب معه رفيق لي منذ الصغر ذلك
الرفیق له انفاس الهیة یفوح شذاها منذ القدم الى زماننا هذا.
هذا الرفيق متواجد دائماً لكن بحضوره مع المحبوب تصبح له نكهتهه المميزة فكلماته تسحرني وتؤسرني وتدغدغ شغاف روحي المتعبة، فيجعلها اكثر شفافية ورقة، يبعث فيّ الدفئ والامان، فالامن النفسي و الروحي يتجلى بابهى صوره في كلماته الرشيقة التي تنساب على اللسان وتدخل للقلب بلا استئذان كأنها احد ساكنيه منذ امد بعيد، فتبث بالنفس عبق الطمأنينة ولو كنت في خضم حرب ضروس....
انه دعاء الافتتاح وكم شدني ذلك المقطع منه بشدة: (فصرت ادعوك امنا واسألك مستأنسا لا خائفا ولا وجلا).
کیف لا اخاف وانا الذي عصيت جبار السماء، نعم
انه شهر الرحمة وکما قال الرسول (ص):
أيُّها الناس! إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فسلوا ربّكم أن لايغلقها عليكم، و أبواب النيران مغلّقة فسلوا ربّكم أن لايفتحها عليكم، و الشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لايسلّطها عليكم.
فهذه افضل فرصة لنیل التكامل والوصول لدرجة "ماعبدتك خوفاً من نارك ولاطمعا في جنتك" والوصول الى درجة الاستئناس بالخالق، وهي درجة، "ولكني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك"، ومن سوى نفسك تلك النفس المطمئنة يا سيدي امير المومنين، فقد بينت انت واهل البيت وكلكم نور واحد ومصب واحد تنبعون من نبع رسول الله (ص)، بينتم لنا فلسفة الصوم، فقلت في احد احاديثك: فرض الله الصيام ابتلاء لإخلاص الخلق. وهاهو قول الزهراء (سلام الله عليها)، یجاریك حيث قالت: "والصيام تثبيتا للاخلاص"، فكيف يخلص العبد لربه وهو منغمس بالرذائل حيث نسمع الزهراء تقول: مايصنع الصائم بصومه اذا لم يصن سمعه وبصره وجوارحه.
فالصوم عملیة متکاملة، جسدیا بالامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات و نفسيا بالكف عن الشهوات والارتداع عن المحرمات، والتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، بذلك يصل الانسان الى مصداق الدعاء فصرت ادعوك آمنا.
اضافةتعليق
التعليقات