عندما يكون للمرأة دور تتألق به نتيجة جهودها التي تسعى لأن تبقى لها خير شفيع في حياة زائلة في زمن يتسع به الكم الذي يأتي لهذه الحياة ويرحل منها دون ترك بصمة تُذكر وأخص هنا المرأة التي تبدع بخط أسمها إضافة الى إلتزاماتها ووظائفها المطلوبة منها.
وخير مثال يُذكر هُنا كان إنعقاد الاجتماع الشهري لنادي أصدقاء الكتاب في جمعية المودة، وكان الحضور مميزاً بحضور المؤلفات للكتابين المختارين "زاد المسافر" و"رجال صدقوا".
حيث كان الإنسجام والأُلفة والصدق بينهم حاضر في تقبل النقد البناء وكذلك في تناول أهم محاور الكتابين.
وافتتحت الجلسة بكلمة من السيدة جنان الرويشدي حيث وضحت أنَّ الكتاب كان بواعز وتوفيق إلهي باستجماع المعلومات من أُمهات الكُتب وماكان الكتاب الا قطرة من ساحل بحر حياة الامام الباقر (صلوات الله عليه) حيث كان الكتاب يحملُ عنوان "زاد المسافر" هو عبارة عن سلسلة سلسة ومُتتابعة عن إضاءات من حياته المباركة إبتداءً بالفصل الاول عقيدتنا في الامامة الى ولادة الامام الباقر (سلام الله عليه) وأسمه وكنيته..
مُتنقلة الى باب ثان وهو حُكام الجور في عهد الامام الباقر (سلام الله عليه) وتبيان منهجية الامام في تحرير النقد الاسلامي وتشخيص هوية الجماعة الصالحة والحركة العلمية وغيرها..
ليأتي لدوره العميق في إحياء الروح الثورية في اقامة الشعائر الحسينية منطلقة بالإيمان بقضية الامام المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف ليأتي الباب الآخر بفصول ومنها فصل الدعاء وفصل حديث الطينة والنور والخيط المشهور للإمام سلام الله عليه..
ثم تطرقت نحو باب آخر والذي كان مُتناولاً لتراث الامام الفقهي الواسع وتراثه وسيرة أجداده.
ليختتم بباب نوادر طب الامام الباقر (سلام الله عليه) وفي شهادته وماوقع بينه وبين مخالفيه.
اما الكتاب الثاني (رجال صدقوا) فقد كان إعادة صياغة لتأريخ ثُلة من الأصحاب عقم الدهر على إنجاب مثلهم بأسلوب قصصي مُشوق وهم أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) قدوات واقعية وحقيقية تركوا أثرهم الخالد لنا وللبشرية جمعاء لاختيارهم الصحيح في اللحظات الصعبة والحرجة. من اعداد جمعية المودة والازدهار النسوية من تأليف نخبة من الكاتبات والذي كان التجربة الأولى..
لذا تأمل جمعية المودة والازدهار بأنها قدمت مساهمة ثقافية دينية حسينية تمنح الانسان فرصة لمضاعفة تمسكه بالمبادىء الحسينية وتطبيقها في حياته أملاً بالفوز بمرضاة الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته أئمتنا الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ومما يمكن أن يقدمه الكتاب المميز بمحتواه أنه يقدم للقارىء الكريم سيرة دقيقة ومؤثرة لمواقف ومآثر كل شخصية من الشخصيات الخالدة التي رافقت الامام الحسين (عليه السلام) في ملحمة كربلاء المقدسة من الأنصار الذين لم يُسلط الضوء عليهم باسلوب أدبي معاصر..
وتزين الاجتماع بحضور الكاتبات المميزات وكان الانسجام والتفاهم فيما بينهن يفوح عطره وهذا كعادة من اجتمع لنصرة الامام الحسين صلوات الله عليه فكانت المقالات كسلسلة يُكمل بعضها الآخر لتكون كعقد سماوي يتلألا تألقاً في سماء النور والمعرفة.
وقد أبدى كل منهن تقييمه الشخصي للكتاب من لتأخذه جمعية المودة بعين الاعتبار في اصداراتها الأخرى.
وختامها كان مسك بحضور سماحة الشيخ مرتضى معاش الذي حيى الكاتبات وأبدى فخره بمجهودهن وتمنى المزيد من هذا الجهد المميز والانتقال والتكملة بمراحل اخرى، ترتقي بهنَّ لسلم الابداع والتطور.
اضافةتعليق
التعليقات