إن تربية النفس وتزكية الروح تحتاج الى ممارسة دائمة حتى تصبح هذه الممارسة جزء وملكة عند الإنسان، فعلى الانسان العمل وفق قاعدة رصينة لتربية نفسه، فلو تقدم وخطى كل يوم خطوة واحدة نحو الرقي والكمال لوصل مع مرور الزمن الى اعلى مراتب الفضيلة والسمو الأخلاقي والنفسي، وهذا يحتاج الى جهد ومتابعة وسعي كبير، ومحاسبة النفس، والاستعانة بالأدعية وزيارة المعصومين في هذا المجال.
فالهداية لا تتحقق إلاّ بالتمسك المطلق بأهل البيت عليهم السلام، فثورة الامام الحسين هي من اجل غاية الهية، وهذه الغاية تتبلور بإنقاذ البشرية من الجهل والتيه والضلالة والظلم، ولا شك بأن نهضة الامام (عليه السلام) تحتوي على هذه الطاقة والقوة لكي تنقذ العالم من الضياع، فهذا المزيج الذي نجده في هذه الثورة من القيم والمبادئ والتضحية والمعاجز والمظلومية، لا نجده في أي تضحية أخرى، فعلى كل انسان أن ينشر فكر وثقافة الامام الحسين، فلو عرف الناس معالم ومواقف وكلمات اهل البيت لأتبعوهم كما يقول الامام أبو الحسن الرضا: "فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لأتبعونا".
وهنالك مصاديق عديدة لإصلاح الامم وهدايتهم نحو الخير منها:
١-إعطاء الرشد الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للأمة.
٢-التقدم العلمي والعملي وفتح أبواب الرقي والازدهار.
٣-إعطاء كل ذي حق حقه، وافساح المجال أمام جميع افراد الأمة الإسلامية للتطور، وتهيئة الأرضية المناسبة لنمو الاستعدادات الخفية والطاقات المخزونة لدى كل فرد من افراد المجتمع.
٤-محاربة سياسة العنف والديكتاتورية والفساد الأخلاقي والإداري والاقتصادي والاجتماعي.
٥-ارشاد الناس بالمنطق والبرهان والحكمة.
فالإمام (عليه السلام) عندما رأى الباطل والفساد والظلم والعنف والاستبداد، وقف في وجهها متحدياً كل الطغاة والجبابرة، ومن هذا المنطق علينا أن ننصر امامنا عن طريق تفعيل دورنا في المجتمع وهداية الأمة نحو الصلاح والنور، فالخطوة الاولى للتغيير تنبع من ذات الشخص نفسه ثم تتوسع الدائرة لتشمل أكبر عدد من الناس.
اضافةتعليق
التعليقات