ما ان يحل علي يوم العاشر من المحرم الا ويعتلي الهم قلبي ويترقرق الدمع في مقلتي ويعتصر الحزن قلبي... ما الذي جرى.. اتساءل في نفسي الم يمضي على المصيبة دهرا وسنون!! الم اسمع مقتل الحسين كل عام!! ما سرك يا حبيبي يا حسين..
تمر اللحظات واذا بصوت شجي لعبد الزهراء الكعبي يطرق القلوب قبل الأسماع، بدأت ترتسم في مخيلتي لوحة بجمال لم أر مثله قط يراه أهل البصر والبصيرة.. رأيت في تلك الزاوية كل معالم النبوة محاطة بسبعين سراجا..
رأيت العفة والوقار والحشمة مجتمعة في عباءة شرف السلالة المحمدية محاطة بحرم واطفال..
رأيت قمرا يحمل راية الحمية والنخوة ويحيط بكفيه الحسين وزينب..
وما ان انكشفت ظلمة الليل وارتفعت شمس ظهيرة العاشر لتكشف عن ذئاب بشرية تحيط بسبط رسول الله وأهل بيته عليهم السلام رأيت بوضوح الحيرة في اتباع الحق عند الحر بن يزيد..
وهناك ارى قمرا ذو أربعة عشر عاما... اقصد فتىً يرتدي قميصا وازار ونعلان يمتطي جوادا ويجول الميدان..
وهناك ارى صفات محمدية اجتمعت في شباب لم يكمل العشرين من سني ربيعه بزغ فاعمى الظلام بنوره..
وهناك ابتسامات ومناغات لبرعم لم يبلغ السبع أشهر من ايّام حياته يرسم البسمة على وجه ابيه رغم الاسى والجوى..
هناك ارى الحياة في جود من احيا الوجود بماء كفيه وهو يذكر عطش أخيه..
ما زلت ارى الجمال في لوحتي الا ان مزج الدم مشاهد الحياة في تلك اللوحة بدت لي قطرات دم عبيط تسيل من كل حجر ومدر..
ما الذي جرى... اعتصر القلب هما..
أأهدلت رباعية أطراف الرضيع ومزقت عنقه بسهم حرملة، من بدد احلام رملة ببقية الحسن المجتبى
أأثكلت ليلى بشبيه المصطفى، أأصيبت خيمة الحوراء! أين كافلها..
خلت لوحتي من ذلك الجمال.. كيف انت يا حسين وحيدا فريدا منكسر الظهر تلوذ بنفسك بلا ناصر ولا معين، مخضب الشيب مسلوب العمامة والرداء مقطوع الخنصر مرمل بالدماء مغطى جسدك بالجراح..
علت غبرة ما انجلت حتى رأيت وكان الأبرص بن ذي الجوشن قد ركز على صدرك الشريف يحز منحرك، وكأني اسمع أصوات الوادع الوداع سيدي..
مهلا يا حبيبي مهلا... زينب تناديك
مهلا يا حبيبي مهلا... دع رقية تضمد جراحك
مهلا يا حبيبي مهلا... دع سكينة تسحب سهم كبدك
مهلا يا حبيبي مهلا... دع الرباب تودعك الوداع الأخير
عندها ادركت ان جمرة المصاب أوقدت في قلبي من جديد
عندها ادركت ان محبة الحسين هي من أوقدت تلك الحرارة من جديد، ادركت ان محبة الحسين هي من ايقظت وجداني من جديد ...
ادركت ان الحسين يمرّ في خاطري مقدساً في رسالة، جنة في جسد، سدرة في منتهى، شهيدَ عقيدة باعها بربه واشتراها بدنياه، وكانت نسبة أن تعيش هي غداً، من نسبة أن يموت هو اليوم. إنه الومض المقدس ..
اضافةتعليق
التعليقات