تطل علينا مرة أخرى ذكرى محرم الحرام.. تستدر الدموع من الأعماق، وتعتصر القلوب حزناً على المقتول بنينوى... وتبعث في النفوس هوىً عارماً لدرب الحسين (عليه السلام).
درب عبّده الإباء وزينهُ النصر، وانارتهُ إشراقة اليقين بلقاء الله، وطريق لا أوضح منه ولااحلى، وقفت فيه الثلّة المؤمنة على قلّة العدد وخذلان الناصر، يتقدمهم سيد الإباء ورائد الفداء، ليجسد قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
ها قد أتى شهر الحزن والبكاء شهر أحزان آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوشحت مدينة كربلاء المقدسة بالسواد وتهيأت لاستقبال شهر أحزان أهل البيت (عليهم السلام)... كانت لنا وقفة مع عدد من الزينبيات لمعرفة ماهو دورهن في استقبال شهر محرم الحرام لهذا العام؟ وماذا يعني لهن هذا الشهر؟
البداية كانت مع الحاجة أم علي تحدثت لنا قائلة: دوري في شهر محرم الحرام في كل عام هو خدمة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وإقامة مجلس عزاء لذكرى الإمام في بيتي لمدة عشرة أيام.. أما ماذا يعني لي شهر محرم الحرام فهو شهر تجديد العزاء والولاء لصاحب الثأر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ومواساة لسيدتنا الزهراء (عليها السلام) واستذكارا لامامنا الشهيد المظلوم الذي ضحى بدمائه الطاهرة من أجل الدين والإنسانية؛ شهر محرم ليس للحزن والبكاء فقط بل هو شهر نستلهم منه الدروس والعبر من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، ثورة إنتصار الدم على السيف.
فيما تحدثت زينب علي قائلة: محرم الحرام شهر تتجدد فيه أحزان آل الرسول (عليهم السلام) نستقبلهُ بحزن وبكاء لذكرى أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) وماجرى عليه من ظلم وطغيان.. دورنا في هذا الشهر كمحبين لعترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نتهيأ في هذا الشهر لإستقبال زوار وخدام الإمام الحسين (عليه السلام) نقوم بخدمتهم من طعام وسكن، وإقامة مجالس العزاء في البيوت والحسينيات..
وأضافت في حديثها أن شهر محرم الحرام يعني لي الكثير، شهر محرم هو مدرسة تعطي الكثير من الدروس التي تترسخ في الذاكرة، دروس عفة وشرف وكرامة وحياة، عاشوراء مدرسة لجميع الطوائف والقوميات وليست لفئة معيّنة.
تبارك أحمد قالت: الحزن قد بدأ في عموم العراق وليس في مدينة كربلاء فقط لاستقبال شهر محرم الحرام، الحزن قد دق علينا الأبواب كي نستيقظ من غفلتنا إن كُنا غافلين عن دروس يوم عاشوراء، الدور في هذا الشهر ليس للحزن والبكاء ولبس السواد فقط وإنما هو دور عقائدي وتربوي وتعليمي في نفس الوقت.
تهيأ أصحاب المواكب و(التكيات) لإقامة شعائر الله وتخليداً لذكرى الإمام الحسين (عليه السلام).. كل شخص منا يجب أن يكون حسينياً في أخلاقه وكرمه وشرفه وحبه لله تعالى لا في اللطم والبكاء فقط.
وختمنا حديثنا مع العلوية أم زهراء قالت: شهر محرم هو شهر الحزن على جميع المحبين والموالين، تعلمنا من قصة عاشوراء أبلغ الدروس والعبر التي تروي لنا بأن النور انتصر على الظلام والخير على الشر حيث كانت ولادة الإنتصار على يد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)؛ دورنا في هذا الشهر هو دور رد الجميل إلى من ضحى بدمائه وجسده وكل مايملك قدمه من أجلنا كي نعيش بحرية ولانكون عبيدا بيد السلاطين الجائرة..
وتابعت حديثها: إن خدمة الحسين شرف لنا في شهر محرم الحرام نعقد المجالس الحسينية لنواسي أمنا الزهراء (عليها السلام) بمصاب ولدها الشهيد ونتحدث عن سيرة ومسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) لأطفالنا الصغار ليسيروا على هذا الخط الحسيني ونعلم بناتنا على عفة وحشمة السيدة زينب (عليها السلام) في ذلك اليوم الحزين يوم عاشوراء وهي ملتزمة بعفتها وحجابها، هذه أبسط الدروس نتعلمها من عاشوراء.. عاشوراء بحر لن ينفد ماءهُ.
اضافةتعليق
التعليقات