الاحتفاء بعيد الغدير يضرب بجذوره إلى أعماق التاريخ الإسلامي وإلى يومنا هذا يعظم الغديريون هذه المناسبة لأجل إعلاء كلمة الحق ونصرة أمير الغدير، كل شخص يحمل في قلبه حب علي عليه السلام يعظم يوم الغدير المبارك وهناك أيادي بيضاء تجعل العيد عيدين وترسم البسمة على شفاه الأيتام كي تسجل هذه الواقعة على شريط ذاكرتهم بأجمل صورة..
لذلك أقامت هيئة أم كلثوم سلام الله عليها النسوية حفلة مميزة مليئة بالأفراح والسرور لأجل إيصال صوت الحق وترسيخ العقيدة العلوية الحقة في عقول الأطفال وتعظيم يوم الغدير، حيث كان الحضور من الزهور اليتامى اللاتي يتراوح أعمارهن بين ثلاثة أعوام إلى ثلاثة عشر عاما..
وحث القائمون على الحفلة أن يكون الجو والمكان أجمل مما يكون في الأيام العادية كي تشعر الفتيات بأحاسيس البهجة والسرور وكانت الهدايا لكل واحدة عبارة عن فستان أبيض، تاج، حذاء، رداء أبيض، مجموعة دفاتر ومجلات تتكلم عن ثقافة الغدير، (مقنعة) سوداء لأجل المحرم ومبلغ من المال ((عيدية))، العطر والورد وسلة الإستضافة من شوكولا والفواكه وغير ذلك..
افتتح الحفل بآيات من ذكر الله الحكيم، ثم الأناشيد مع الفرقة الموالية، والمسرحية ثم المحاضرة عن ((كيفية الإعلان عن الولاية في يوم الغدير))، واختتم الحفل بصوت شجي مع ذكر مناقب امير المؤمنين.
أشادت المسؤولة عن اقامة الحفلة برأيها قائلة: الهدف من اقامة الحفلة هو تقديم أفضل ما يسعنا فعله لأمير الغدير، أذكر جيدا عندما كنت صغيرة كلما كان يعلو صوت دعاء الفرج، لم أقرأه أبداً لخوفي من ظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف لقلة معلوماتي، ولكن عندما كبرت فهمت بأن الحجة عجل الله فرجه الشريف هو مصدر العطاء والفضل، معز الأولياء ومذل الأعداء ولأني عانيت كثيراً من عدم معرفتي وددت أن نختار فئة الأطفال لأن أطفال اليوم سيصبحون كبار الغد وهم من يبلغون ويتكلمون عن الغدير في المستقبل..
لذلك كان اهتمامنا بتزيين المكان وتهيئة الأجواء المفرحة كبيرا جدا لأن هذا العمل يحتاج إلى جهود جبارة من حيث تحضير المكان وشراء الهدايا وتنظيم المجلس ذاته، وأتمنى أن نتوفق لنقدم أكثر فأكثر في السنوات القادمة تيمنا بإسم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لأن أطفال اليوم تعاني من عدم المعرفة في الأمور الدينية وأصبحت عقولهم مبرمجة بمسلسلات وبرامج الأطفال التي لا تقدم شيئا وبالعكس تؤخر.. أرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا للعمل بأحسن وجه..
وفي جانب آخر قالت زينب وهي في عقدها الأول: كانت الحفلة مميزة جدا بالنسبة لي، قد حصلت على الفستان الذي كنت أتمنى أن أرتديه، كنت أحب أمير المؤمنين عليه السلام ولكن أحببته أكثر عندما فهمت انه يراني ويساعدني كلما احتاجه، إنه أبو اليتامى، أرجو منه أن يستضيف أبي معه في الجنة، عرفت معلومات كثيرة لم أكن أعرفها من قبل، منها إن هناك من غصب الخلافة وظلم امير المؤمنين عليه السلام.
وقالت مهدية ذات السبع سنوات: إن الحفلة جميلة جدا وفرحت جدا عندما رأيت المكان، تعلمت أن نبتسم في وجه الآخرين ونساعدهم ونفرحهم، أحببت القائمين عليها ومعاملتهم الطيبة.
وفي الختام رفعت والدة إحدى البنات يديها وهي تدعو بحسن العاقبة ودوام التوفيق لكل شخص قدم أي شيء للحفلة حتى وان كان بسيطا، كانت تتكلم ودموعها تستنجد الرحمة من عيونها كي لا تسقط وبصوت مرتجف قالت: شعرت بأن إبنتي أصبحت إنطوائية جدا منذ رحيل أبوها ولكن اليوم رأيتها في منتهى السرور كأنها للحظات فقدت ذاكرتها وألمها، وأنا فرحة جدا لوجود هكذا أشخاص حولنا..
اصحاب الأيادي البيضاء هم الذين يجعلون العيد عيدين ويرسمون الابتسامة على شفاه الأيتام ويرسخون العقائد بطريقة جميلة في عقولهم..
اضافةتعليق
التعليقات