شئنا أم أبينا سنكون نسخة شبه الأصل لمن نحب و ممن نكون معه على الدوام، سنشبه من نقضي أكثر أوقاتنا معه دون إدراك، لذلك هذا السؤال سيقربنا إلى الغاية، كيف نعرف الآخرين بسهولة؟.
عن طريق أحبابهم وأصدقائهم، فالمرء على دين خليله ويقتدي بمن يحب، هناك روايات كثيرة تتكلم عن أهمية اختيار الصديق وعن ضرورة التدقيق على هذه المسألة وتأثير الأصدقاء الكبير على حياتنا.
ولكن قبل أن نتكلم عن الأصدقاء لنشير إلى مسألة مهمة وهي الحالة الروحية للفرد وأن الطيور على أشكالها تقع لابد وأن توجد صفة مشتركة وشيء مشترك أو أمر ما ويكون سبب الجمع بين شريكين أو صديقين أو أية علاقة أخرى.
ففي الحالة التي نعاني منها من الآلام والمشاكل ستكون طاقتنا تحت الصفر في هذه الحالة سنجتمع مع سلبيين آخرين ونفضفض عن آلامنا فهكذا الطيور على أشكالها تقع، وفي نفس الوقت ربما نكون في الأجواء السلبية ولكن ندعو الله ونطلب منه المساعدة فتكون الطاقة في هذه الحالة فوق الصفر لأن هناك أمل بالله وسيأتي شخص من نور أو شيء ما يساعدنا ويخرجنا من الظلمات الى النور.
وهكذا كل شخص سيجتمع مع من يشبهه ويشبه نواياه وحالاته النفسية !
لذلك فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، ستزورنا أفعالنا في يوم ما على أشكال مختلفة ربما هذه الذرة تتحول إلى حجرة تكسر رأسنا أو تجرح أيدينا أو تكون صخرة نصعد عليها نحو الأعلى أو تتحول على هيأة أشخاص وتنور حياتنا أو تدمر حياتنا وهكذا سنرى النتيجة عاجلا أم آجلا.
قال مولانا الإمام الباقر (عليه السلام): إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير، والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير، والله يبغضك، والمرء مع من أحب شئنا أم أبينا سنكون نسخة شبه الأصل.
لمن نحب !، سنصبح مثلهم ، سنتكلم مثلهم ، وسنصبح مثلهم فالمرء مع من أحب دنيا وآخرة، وفي الأخير لنخرج لؤلؤة من محيط علم الامام الباقر (عليه السلام) ونعرف أين ينتهي بنا المطاف؟
ورد عن مولانا الامام الباقر (عليه السلام ): من أراد أن يعلم أنه من أهل الجنة فليعرض حبنا علي قلبه، فان قبله فهو مؤمن، ومن كان لنا محبا فليرغب في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فمن كان للحسين (عليه السلام) زوارا عرفناه بالحب لنا أهل البيت، وكان من أهل الجنة، ومن لم يكن للحسين زوارا كان ناقص الايمان!.
إذن يجب أن ندقق على اختياراتنا ونتمسك بأهل طاعة الله ومن يقربنا إلى الله، وليس ممن يغفلنا عن ذكر الله ويبعدنا عنه سبحانه وتعالى وفي الأخير المرء على نفسه بصيرة أين نحن من سيد الشهداء والدفاع عن قضيته؟
أين نحن من المنتقم وصاحب الثار الطالب بدم المقتول بكربلاء؟
اضافةتعليق
التعليقات