ماهو العقل الباطن؟!
العقل الباطن هو الأساس الذي يتحكم بعاداتنا وسلوكنا وتصرفاتنا، وهو الذي يؤثر في وصولنا إلى غايتنا بحسب نمط التفكير الخاص بنا، سواء كان سلباً أم ايجاباً..
أثبتت الدراسات أن العقل الباطن يعمل على مدار أربع وعشرين ساعة، حتى في أوقات النوم، فكثيراً ما نحصل على حل لمشكلة ما، أو لغز محير، أو تفسير معقد، صعب على العقل الواعي تفسيره، فجأة وبدون مقدمات بمساعدة العقل الباطن... فهو يعمل نتيجة لقوة الأهداف، فطالما لم نوجد هدفاً واضحاً لن يستطيع العقل الباطن مساعدتنا على بلوغه، وفقط حينما تكون أهدافنا واضحة يقوم العقل الباطن بمساعدتنا، عن طريق إزالة كل العقبات للوصول إلى الهدف، فنجد أنفسنا بطريقة لا شعورية قد غيرنا من طريقة كلامنا وتفكيرنا وحركاتنا للوصول إلى غاياتنا، حتى بتنا نتخيل أن الأحداث تتفق معنا من أجل تحقيق أهدافنا؛ وذلك لأن الشخص وصل إلى حالة يستحيل أن يقول أو يفعل ما يناقض أو يعيق وصوله إلى الهدف، فيحدث في حالات تزايد النجاح أن مجموعة من الأحداث تحدث بتسلسل معين، يخدمنا هذا التسلسل في إزالة العقبات للوصول إلى الهدف.
إن كثيراً منّا في بعض الأوقات من الممكن أن يتعرض لأزمة نفسية، وذلك لعدة أسباب مثل الخوف أو القلق أو التوتر أو الانفعال السلبي، نتيجة نكسة حدثت بحياته، مثل الفشل في اختبار، أو فشل بعلاقة عاطفية، مما يسبب في الانعزال والنوم كثيراً والابتعاد عن الناس، وغيرها من الأمور التي تزيد الأمور سوءاً.
ولمعالجة مثل هذه الحالات يجب علينا اتباع الآتي:
أولاً: تجنب الشكوى الدائمة لأنها تحسسك بأن بالفعل هناك مشكلة كبيرة... وهذا ما يجب التخلص منه، فإن الأزمات وإن كانت كبيرة يجب التعامل معها على أنها يمكن معالجتها والتقليل من ضغطها.
ثانياً: تذكر أن كل إنسان يتعرض للمشاكل وليس أنت وحدك من يتعرض لهذا الكم من المشاكل في الحياة.
ثالثاً: يجب عليك عند حدوث فشل في شيء أو تأزم نفسي أن تحاول الخروج من هذه الحالة تماماً عن طريق مصاحبة بعض الأصدقاء المرحين الذين سيقومون بإلغاء التفكير السلبي في حياتك بصورة غير مباشرة.
رابعاً: لا تتطلع إلى شيء صعب عليك مرة واحدة، بمعنى كيف أكون متخرجاً حديثاً وأتطلع لأن أعيَّن براتب كبير.. فقانون الحياة هو التعامل المرحلي وليس الطفرة.
خامساً: ضع لنفسك خطة مقدوراً عليها، ولا تضع لنفسك خططاً كبيرة عليك، ثم تنصدم حينما تفشل فيها، بل ضع خططاً محكمة، وعليك وضع كافة الاحتمالات في ذهنك... لأن خطة الطوارىء تجنبك الكثير من الصدمات.
سادساً: افهم أن كل ما تفعله محسوب عليك، لا يوجد شيء عبثاً، اجعل عقلك يخزن كل ما تفعله، ولا تجعل أي شيء يمر مرور الكرام في حياتك إلا بعد أن تستفيد منه.
العقل الباطن صانع الشخصية
منذ سن الطفولة يبدأ الشخص بإخفاء المحتويات الذهنية القوية، والأفكار والمشاعر التي يصعب التصريح بها، فيما يعرف بمصطلح (الكبت)، ويعرّف الكبت بأنه: مجموعة من القوى التي تمنع المادة المكبوتة من الوصول إلى العقل الواعي. ومن الممكن أن تكون المادة المكبوتة عبارة عن دوافع عدوانية، أو مشاعر كره لشخص ما، أو حتى مشاعر الخجل والشعور بالذنب، مما يولد المشاكل الحقيقية التي يصعب علاجها، مثل: الاكتئاب، والقلق غير المبرر، والذي يستمر لفترات طويلة،.. كل هذا نشأ نتيجة تجميع العقل الباطن لتلك المشاعر وتخزينها، مما يترك بصمة واضحة في شخصية الانسان وفي حياته الاجتماعية، وحتى لا يصل الانسان إلى تلك المرحلة المعقدة من المشاعر المكبوتة التي تؤثر في حياته بشكل عام، لا بد من الاهتمام بالعقل الباطن وبما يدور داخله، بدءاً من فهم ماهية العقل الباطن، وطريقة تفاعله مع المدخلات التي يتم إدخالها للإنسان، سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، مما يسهل علينا فهم المخرجات.
ولتوضيح الأمر أكثر يمكن أن نشبه العقل الباطن بالبرنامج في الكمبيوتر، فالبرنامج يدير شؤون الكمبيوتر، ويخرج لنا النتائج عن طريق المخرجات، فمدخلات الكمبيوتر هي عبارة عن: الفأرة، والماسح الضوئي، ولوحة المفاتيح، ومدخلات الإنسان هي حواسه: البصر، واللمس، والذوق، والسمع، وبينما تعتبر مخرجات الكمبيوتر هي: الشاشة، والطابعة، والمودم، تكون مخرجات الانسان هي: الألفاظ والحركات، والتصرفات، والسلوك، والنظرات، وبينما نسمي الشخص المتحكم بالكمبيوتر الذي يقوم بضبط البرنامج حتى يحصل على النتائج المرجوة (المبرمج)، يلعب هذا الدور في جسم الانسان (العقل الواعي)، فهو يقوم بإعطاء الأوامر للعقل الباطن حتى يحصل على النتائج المرجوة، ولكن متى يحدث الخلل؟.
أحياناً ينتج الكمبيوتر صوتاً شاذاً، أو تظهر لنا مربعات حوار غير مفهوم سببها، والواقع أن كل هذا ناتج عن خطأ معين في البرمجة، ويعادل ذلك تصرف الانسان تصرفات غريبة تتضمن أموراً عديدة، منها: العصبية الزائدة، أو القلق غير المبرر، أو الوسواس الزائد تجاه أمر ما، والمطلوب هنا من المبرمج (العقل الواعي) تعديل البرنامج (العقل الباطن) عن طريق تغيير المعتقدات المسببة لمثل هذه التصرفات، فلو سمع طفل ما أن الوظيفة هي الهدف الأسمى لكل شخص، ربما يقوم عقله الباطن بتخزينها على مفهوم خاطىء، فلن يفلح أبداً كتاجر، ولن يفكر في العمل المستقل الشخصي، ولو قام بالمحاولة سوف يمنعه العقل الباطن من النجاح.
صفات العقل الواعي واللاواعي
العقل الواعي
-يعي ما يحدث الآن.
-تركيزه محدود.
-يقوم ببرمجة العقل الباطن.
-منطقي ومحلل.
-مفكّر.
-يمكن أن يتغير إلى الأحسن إذا اقتنع، وبالتالي يغيّر العقل الباطن للأحسن.
-يمكن أن يعطي معلومات ناجحة أو غير ناجحة للعقل الباطن.
العقل الباطن (اللاواعي)
-يخزن الذكريات... بإرادتك أو بدون إرادتك... فهو بنك للمعلومات.
-محرك العواطف والمشاعر.
-ينظم جميع ذكرياتك.
-يحرك الجسم.
-يعتمد على الأخلاق والسلوكيات التي يتعلمها من الآخرين.
-يصنع العادات.
-يأخذ كل شيء شخصي.
-يعمل 24 ساعة.
-يصبح أنشط كلما وثقنا به، وكلما استخدمناه أكثر.
- يستجيب لتأكيدات إيجابية قوية، كلما قلت أنا أثق بنفسي وأنا بروح معنوية رائعة يذهب هذا الكلام إلى العقل الباطن ويحركه لصالحك.
العقل الواعي والعقل اللاواعي، فهل يوجد للإنسان عقلان؟
لا... بل كل شخص يملك عقلاً واحداً، إلا أن عقلكم يتسم بسمتين مميزتين، والمهمتان اللتان يقوم بهما غير متشابهتين، فكل مهمة لها خواص، والتسمية التي تستخدم للتمييز بين وظيفتي العقل هي: العقل الواعي والعقل الباطن.
اضافةتعليق
التعليقات
اليمن2018-10-29
الجزائر2019-11-23