• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الهديل المختنق

نادية حمادة الشمري / السبت 22 كانون الثاني 2022 / تطوير / 2071
شارك الموضوع :

صوت همهمة هديل دافئة تقترن بأسماعها، توقظها من غيبوبة لثوان معدودة

باب من خشب نراه بوضوح، لم يترج كله، تحرسه حمامة بيضاء تسعى عيناها مدهوشتان بألوان لملمت أفراد لوحتها في رسمة عهدتها من قبل، رفرفت بجناحيها مستنجدة على وقع دقات القلب، تبدو لي مألوفة، فهي تحمل ملامح شخصية أعرفها، مهلا.. فضة.. إنها الزهراء..

ما بال لون عينيها قد تغير بعد أن اخترقتها طلقة مقصودة من ذئب فقد الإيمان قلبه وأحب الدنيا وعشقت عيناه السلطة والجاه، فسودت السماء وفقدت الصفاء لتوالي الليالي بلونها على الأيام..

بقايا دم أبى أن يسقط على الأرض، فحفر على الباب طريقا مجرى لنهر مستمر، اختنق الهديل بحلقها وقفت على أعتاب الباب تترقب الألم على ضلع لها..

صوت همهمة هديل دافئة تقترن بأسماعها، توقظها من غيبوبة لثوان معدودة، جناحها المهشم فارق الحركة، بعد أن اخترقت الطلقة جناحها، تحاول أن ترفرف بجناحيها فلا جواب، لكنها بإصرار حركتها وبدعاء هديل حمامها، تستقبلها القبلة والسماء تنفلت من عينيها دموع بغزارة  يوم شتوي ممطر، نظرات منكسرة تختبئ خلف ستار الفراق.

لم هي بالذات؟ ولم انقلبوا؟ تسعفنا ذاكرة التاريخ بشيء من التفاصيل، ضعف باغتها من دون سابق إنذار وهي تذرع صحن الدار ذهابا وإيابا من الألم، تحفظ ابتسامة تعدها مستقبلة محبيها بدءا من ذويها وحتى محبيها..

أصبح الموت يطرق الباب بإصرار مريع، فزوج يعز عليه مفارقتها فهي سنده في البيت والحياة، تاركا لها حرية هندسة تلك الحياة بمعطياتها.

ملل شديد يستبد بعقارب الألم التي تتعاقب ليلا نهارا، يبدو أنها تواطأت مع الشوق الذي استثمر أدق التفاصيل.

تنظر الحمام بهديلها إلى لون الليل والنهار فتراه متوقفا تتداخل الكلمات أمام عينيها، وتصبح حروف هديلها طلاسم عصيبة على سامعيها يوم ذاك فكيف على حروف التاريخ الفهم إذا؟

يدق التاريخ أبوابه.. في كل ثالث عشر من جمادى الأولى وكتب التاريخ تنبض بروايات متسلسلة، ويتذمر قارؤوها من استعمار ظلم مؤرخ بوجع الفراق.

وقفة أمام باب التاريخ، فتحه الوجع، بملامح رجل ضخم يحمل في يده نارًا، اقتحم مستقبل أمة، فتبع الباب ومن خلفه خلسة، وفي عينيه نظرة وضيعة تشي تماما بنيته الغدر، نظرة جائع شره إلى حب الدنيا أمام باب لم يستطع الدخول إليه، رهبا، وخوفا يدفع بابا يسكن به مسمارا، تحاول أن تهزمه يخونها ظلمة، فيمزق ضلعا لها معتذراً عن خذلانهِ إياها، وتنفلت دعوات يصعد هديلها إلى السماء وفي كل مكان تقترب من الباب ألسنة اللهب وماجمع من حطب..

سقطت خلف الباب..

الآن.. تتذكر بهديلها لنا نظرات ذئب جائع بقوائم أربع، يرتدي فراء أسود غطى وجهه الماكر، وصوت عواء صراخه يغطي صوت هديلها..

أمام الباب بوجهه البغيض، وحطب وألسنة نيران، خلفه حمام أبيض يسقط على سجادة الصلاة دون حراك، كانت الساعة تتجاوز منتصف الليل، وقد اعتادت العيون على انهاء السهر في كثير من الأزقة، مرت عليها العيون الصادقة فوجدتها مغلقة، ربما بسبب ما خلفه عظم مصاب الأيام السابقة وبعض البرد الرطب الذي كانت تغرسه تيارات الأهواء في النفوس.

لم نجد ساهرا في المدينة غير الأربعة، رجالا دق الحزن الغائر في قلوبهم تلافيف عميقة، ربما يتحاشون نظرات السراق، امتدت بنا دروب آخر الليل مبتلة بالدموع ولكنها أقل بردا، وامتد الصمت الذي لازم المكان، رجع إلى البيت وأصلح الباب وبات إطارا يشتد بانفعال أليم وهو يستعيد المنظر الذي لم يغادر باب التاريخ وإن اختنق ببوح الحقيقة، وفي ضحى اليوم التالي بعدما استيقظ بات الأمر مؤكدا أن وجهة المدينة بات كهلا محاطا بشعر أبيض يحمل ضحكة واسعة بلا صوت وتطاردها عيون المدينة السارقة وتتابعها.. كل المدينة.

مات الحمام، فتذاكر الطغاة اسمها مازالت بهديلها شريانا ينبض في القلوب الصادقة.

أهل البيت
الظلم
التاريخ
قصة
فاطمة الزهراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    رغوة الذاكرة.. بنكهة الوهم!

    النشر : الأثنين 04 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    استخرج مكنوناتك.. دورة الكترونية أقامتها جمعية المودة

    النشر : الأثنين 17 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    في لوح محفوظ:  نعم نعم للقرآن

    النشر : الأحد 23 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    أنماط الشخصية.. أسرار وخفايا

    النشر : السبت 28 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    انتفاخات أسفل العين.. أسبابها وطرق علاجها

    النشر : السبت 30 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    بوحٌ واستنهاض همم

    النشر : الأثنين 04 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3720 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 447 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 355 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 355 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3720 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1342 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1322 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 861 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 14 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 14 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 14 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة