هل تساءلنا يوماً لماذا نُطلق على النواقص الانسانية الجسدية "بالإعاقة"؟!
لأننا نحتاج التكامل ونسعى له ونرفضه ونخشاه في آن واحد!.
ففي الغالب نجهل حقيقة الكمال المولود مع الإنسان والذي يناسبه ويليق به.. لهذا يعيقنا كل ما ينقص بالأجساد والعقول عن الحياة السليمة.
قد وُلد الانسان بالفطرة كاملاً يتميز عن سائر الموجودات شكلا ومنطقا واحساسا، فالله خلق الحيوانات تمشي على اربع وميّزه هو بالهندام المتألق الجذّاب للناظر، وكثّف المشاعر والأحاسيس بقلبه لتثمر المودة والتفاعل البشري بين الخليقة وعوضا عن ذلك وهبه العقل الذي يستطيع به تولّي المناصب والرُتَب، لهذا لاق به أن يكون خليفة الله على الأرض كلها، لأنه يعلم بكفائته وقدرته.
لذا إن كان هناك ما يميز الإنسان عن سواه من الموجودات بالمعنى الصريح فهو التكامل وعدم النقص ولكن ونضع "ال لكن" بين قوسين؛ الكمال الذي يليق به هو ليس المطلق التام لهذا يستطيع البشري أن يأتي بالأمور على أنسب وأكمل وجه ولا حرج عليه إن اخطأ وفشل بها بل وقد يكون الفشل بكل أشكاله الممحاة لأخطائه القادمة والمصلح لعثراته بل ويكون السبب المقنع له بتقبل النقص وعدم المثالية المتعبة!.
لكي نصل إلى الكمال الخاص بالإنسان، علينا أن نسعى له ونطوّره بتسليط الضوء على النواقص وإكمالها بما يليق بها من فجوات مادية او نفسية او إجتماعية أو عقلية.. فأكثر الناس تتحسر على ما بيد غيرها وتجهل السبب وهو خواء الفجوة التي تؤلمها والتي لم تملأها بالصلاح.
وعلينا العلم أن هذا التكامل لا يتحقق لوحده بل بالسعي الدائم المنظم والممدوح الذي لا يسلب منّا السكينة ولا يقلقنا وعلى العكس يتيح لنا الحياة الطيبة دون أن يتحول إلى المثالية التي تهلك البشر.
اضافةتعليق
التعليقات