يشير مصطلح (انماط التفكير ) الى الآلية التي يستخدمها العقل البشري لكل فرد بشكل دائمي ومكرر حتى تصبح صفة ملازمة له وسمه تطلق عليه.
وهذا المصطلح هو احد برامج تحليل الشخصية التي تفيد في التعرف على العادات العقلية للافراد من اجل محاولة فهم المقابل لزيادة التواصل والاتصال الفعال بينهم وتجاوز العقبات اثناء الحوار والتعامل المستمر لان معرفة خاصية المقابل ودواخلها قد تعطي العذر والمسوغ للاقناع.
وترتبط هذه البرامج بنظرية فصي الدماغ الايمن والايسر والكيفية التي يتحكم بها كل فص في كل نمط من الانماط الاربعة التي تشير لها هذه البرامج، فالفص الايسر المعني بالمنطق والارقام والاشكال والحسابات يضم النوعين الموضوعي والتنفيذي بينما يتحكم الفص الايمن المسؤول عن الخيال والموسيقى والالوان والخيال بنمطي المشاعري والابداعي.
انماط التفكير هي:
الموضوعي: اصحاب هذا النوع من التفكير هم افراد تحليليون، يفكرون بعمق واذا صادفتهم مشكلة فانهم يجزأونها ويحللون سببها والطرق الممكنة لحلها بشكل منطقي وموضوعي، وهم عادة يهتمون بالحقائق والارقام ولا يهتمون للمشاعر حتى في اوقات النزهة والترفيه فأنهم ينتبهون الى كلفة دخول المكان وشكله وبنائه والفائدة المتحققة من هذه الزيارة واذا كانت قيمة تذكرة الدخول توازي الفائدة المتحصلة منه، اذا اردت ان تقنع صاحب هذا النمط من الشخصية فعليك ان تقدم الدليل لاقناعه لانه يهتم بالمعلومات والادلة، لا ينفقون الا بما هو منطقي وضروري، يركزون على النتائج والعواقب، يحتاجون الى وقت طويل ليتخذوا قراراتهم لانها مبنية على المنطق والصواب لكنهم متى ما اتخذوا القرار فأنهم يسرعون الى تنفيذه فورا.
اصحاب هذا النمط من الرجال اكثر منهم في النساء وربما كان التجار واصحاب الاعمال من الرجال هم الاكثر عددا منه.
التنفيذي: وقد يسمى اصحاب هذا النمط من التفكير بالاجرائيون، وهم اصحاب الخط الواحد، يلتزمون بكل الاعمال التي توكل اليهم حرفيا دون زيادة او نقصان وبشكل جدي وبكل حرص واخلاص، لا يملون من اداء وتكرار نفس الاعمال وبنفس الطريقة وان كانت على مدار سنوات، يكرهون التغيير بكل اشكاله، يهتمون بأدق التفاصيل لذلك فأنهم دائما ما يكتشفون الاخطاء الصغيرة، جديون وحريصون على تقسيم اعمالهم على الوقت المتاح لذلك تجدهم ينجزون اعمالهم والتزاماتهم باوقاتها المحددة ويلتزمون بمواعيدهم ونادرا ما يحضرون متاخرين لموعد ما.
يكررون حتى نفس الاطعمة التي يتناولونها ونفس الاماكن التي يرتادونها وذات الطرق التي يسلكونها للوصول ونفس النشاطات التي يمارسونها ولذلك هم دائما متهمون بانهم (روتينيون )، اغراضهم مرتبة واشيائهم في اماكنها، يكرهون العشوائية والفوضى، لديهم قوالب ونماذج مغلقة في اذهانهم وان كانت خاطئة ولذلك هم يسوقون المبررات لاقناع الاخرين بهذه القوالب والانماط.
المشاعري: اصحابه هم اصحاب النسمة الباردة في الحياة، هم اصحاب مشاعر تتحكم في علاقاتهم وصداقاتهم العديدة مع الناس، الناس يحبونهم كثيرا لانهم يرتبطون بهم بعلاقات المشاعر الانسانية دون المصالح والاعمال، يسعون دائما لجمع الصداقات ويكرهون الوحدة لان علاقاتهم الانسانية هي رأس مالهم، اصحاب مبدأ: كن كالشمعة تحترق من اجل الاخرين، يحبون الصوت المعتدل ويكرهون الحركات والاصوات الفوضوية، يعطون اهمية كبيرة لما يقوله الناس ورضا الناس عنهم وهذا يفسر تأثرهم بسلوكيات من حولهم ودرجة تحسسهم من المواقف السلبية، كثيرو الصمت ودائمي الابتسام، لا يكترثون للامور المنطقية والروتين والترتيب وهم اصحاب ذوق وحس عال بكل ما هو جميل.
الابداعي: اصحاب هذا النمط يطلق عليهم ( الخياريون ) و هم اصحاب الفكر الاسيتراتيجي، يعيشون في المستقبل ويرسمون خطوطه العريضة، احلامهم كبيرة وطموحهم ليس له حدود وان كان ليس ضمن امكانياتهم الحالية، لا يهتمون للمنطق وهم اعداء الروتين، اصحاب المفاجآت، التغيير صفة دائمة لهم، لايحبون البقاء في مكان واحد او وظيفة واحدة وحتى في مأكولاتهم فان ذوقهم في تغيير مستمر، بنوك معلومات متحركة من كثرة التجارب، لديهم حدس عالي كثيرا مايصدق، اصحاب خيال واحساس وسرعة بديهة، مغامرون من الطراز الاول، متجددون دائما في الغد وما بعده، لكنهم كثيرو النسيان ومواعيدهم غير منضبطة وعشوائيون وفوضويون، اغراضهم غير مرتبة ومثلها افكارهم غريبة وغير خاضعة للمنطق وهم اصحاب خيارات متعددة واسعة، غالبا لديهم مشاكل مالية بسبب كثرة انشغالهم في التفكير في المستقبل عن ادارة الحاضر.
لهم تذوق عالي للجمال ويتميزون برؤيتهم الشمولية لكنهم لايهتمون بالتفاصيل ولان افكارهم ابداعية ولانهم يفكرون في اكثر من موضوع في آن واحد فأنهم صناع المستقبل.
بقي ان نعرف ان صفات واسلوب كل نمط من انماط التفكير المذكورة قد تزيد في الشخصية ويتمادى في تطبيقها بشكل متطرف حتى تصبح سلوكيات هجينة وصفات منبوذة لتجعل من صاحبها شخصية يصعب بل ويستحيل التعايش معها، وقد تكون موجودة لكنها تظهر بشكل تلقائي يمكن التعامل مع تفاصيله كما هو متعارف عليه في المجتمعات.
والشخصية السوية الاقرب للتكامل والتي يبحث عنها الباحثون عن التنمية وتطوير الذات هي التي تحمل كل هذه الانماط بنسب متقاربة لا يطغى بعضها على الاخر حتى تصبح سمة متطرفة فيه وذلك ما نسعى اليه في التنمية والاصلاح.
اضافةتعليق
التعليقات