ان الله سبحانه وتعالى لم يكلف نفسا الا وسعها فإذا أجهدت اكثر من
اللازم تعرضت للموت او الانهيار، ولذلك كان الأنبياء يجتنبون الإجهاد، وكما يقول الحديث الشريف: فان الفرار من ما لا يطاق من سَنَن المرسلين. ولقد نهى الله نبيه الكريم من الإجهاد في العبادة قائلا:( طه ماانزلنا عليك القران لتشقى ) وقال الامام علي ( عليه السلام )من كتاب له الى الحارث الهمداني: ( خادع نفسك في العبادة وارفق بها ولاتقهرها وخذ عفوها ونشاطها الا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة فانه لابد من قضائها وتعاهدها عند محلها).
واذا كان الإجهاد في العبادة مرفوضا فكيف به في أمور الدنيا ؟ ان كل شئ يتجاوز حده المعقول فهو ضار، يقول أحدهم :((خذ قسطا من الراحة فالمزرعة التي ترتاح تعطي حصادا أفضل)) حقاً ان الإجهاد يأكل كل الجهود ويحرق كل الإنجازات وهذا يعرفه كل من تعرض له واصيب بنتائجه، وفيما يلي بعض الخطوات التي تنفع للتغلب على الإجهاد والتعب:
اولا: حدد أسباب الإجهاد عندك.
العوامل التي تسبب الإجهاد لشخص ما ليست بالضرورة سببا لإجهاد شخص اخر، ويرى احد الخبراء في هذا الشأن ان مانسميه عامل اجهاد هو امر حيادي في ذاته وان رد فعلنا عليه القائم على معتقداتنا وقيمنا الذاتية هو الذي يكسبه اثرا إيجابيا او سلبيا على حياتنا.
ماهي مصادر الإجهاد بشكل عام؟
فالجواب، انها كالتالي: الضغط المبذول للنجاح، النجاح نفسه، الصدام مع الأطفال والاصدقاء،
التوقعات غير العملية، الحاجة الى ارضاء عدد كبير من الناس، النوم القليل، هموم المال،عدم الثقة بالذات،صراع القيم ،غياب الأهداف.
ثانياً: حاول ان تعيد تنظيم امورك من جديد.
عليك ان تسيطر على الطريقة التي تصرف بها الوقت وتتجنب بذل طاقة كبيرة على مسألة تافهة. ويقترح البعض ان تقوم برسم خطة للسنوات الخمس المقبلة وللسنة والشهر واليوم تحدد بموجبها الاعمال الكفيلة بتحقيق أهدافك.
ثالثاً:عير الظروف المحيطة بك.
وهذا يتم بوسائل مختلفة منها الهروب، ونقصد بذلك تغيير ظروف العمل وليس الانسحاب من الحياة وهذا هو فن التراجع من اجل تأمين جو اخر من شانه تحقيق السلام الداخلي.
رابعاً:غيّر افكارك.
كل إنسان بامكانه التغلب على الإجهاد بواسطة السيطرة على آرائه وافكاره وميوله وهذا مايسميه البعض اعادة التصنيف وقد يتطلب الامر التوسل الى الإيحاء والهمس والتخيل.
ان الناس يتكلمون دائما مع أنفسهم حول أنفسهم فلماذا لاينطق الانسان بالامور الحسنة.
خامساً: تعزيز الإمكانيات الروحية والجسدية.
ويقترح البعض الوسائل الاتية:
روحياً: إقامة الصلاة وقراءة الدعاء.
جسدياً: المشي او تشذيب أشجار الحديقة.
نفسياً:عناق الأطفال او اطراء الزوج (او الزوجة).
اجتماعياً: الاتصال الهاتفي بصديق او الدعوة الى حفلة منزلية.
ذهنياً: القراءة.
والاستمتاع بجمال العالم المحيط وصرف عشر دقايق يوميا للتأمل.
وينبغي على المرء ان يختار الوسيلة التي تضفي اتجاها جديدا على حياته وينبغي التعرف الى العوامل التي تسبب الإجهاد والطرق التي تضغط بها عليه وسيجد مع الوقت ان لديه وسائل افضل لمواجهة الإجهاد مكان الوسائل القديمة.
ان الشعور بالاجهاد ينتج غالباً من سلوكنا المعتاد في ظروف معينة الا ان في امكاننا التغلب على هذه العادات خلال فترة من الوقت اذا نحن بذلنا جهدا واعيا من اجل ذلك وغيرنا محيطنا الذي نعيش فيه.
اضافةتعليق
التعليقات