نجاحك هو محض قرارك وحدك، هكذا بررت لي زميلتي في المرحلة الاعدادية سر تحولها الى امرأة ناجحة بكل المقاييس بعد ان كانت في وقت من الاوقات على حافة الفشل، بسبب تدني مستواها الدراسي قرر اهلها قبول زواجها بقريبها الذي ذاقت على يده اشد انواع العنف و عاشت سنتين تعيستين من حياتها انتهت بها الى الانفصال، تعجبت عندما التقيتها بعد سنوات قليلة وهي تحمل نفس شهادتي وتعمل في احدى المؤسسات الفاعلة ولها مكانة مميزة في مضمار عملها، وعندما سألتها كيف حصل هذا الانقلاب الجذري واذا كانت بهذه الامكانية والذهن المتقد لماذا لم تكن على هذا الحال في بداية حياتها، اخبرتني انها لم تكن بعد قد قررت ان تنجح وان تجربتها الفاشلة في حياتها الاجتماعية ساعدتها لتقف وقفة جادة مع نفسها وتقرر ان تستثمر كل طاقتها من اجل ان تجعل من الفشل والمعاناة دافعا للنجاح والسعادة ولتصنع من الليمونة عصيرا حلو المذاق مثلما يخبرنا "ديل كارنيجي " في كتابه دع القلق وابدأ الحياة".
لطالما استحضر حالة زميلتي التي لم اكن اعتقد يوما انها ستكون مضرب مثلي ومحط نظري قبل هذا التحول في كينونتها، استحضرها كلما اقتربت من حالة اليأس من تكرار المحاولة والفشل لاي فكرة او مشروع او غيرها، ولطالما كانت دافعي نحو النجاح.
ان تقرر ان تنجح لا يعني بطبيعة الحال ان نوعا من السحر قد يحدث ويحقق ما تحلم به وما تخطط له، بل بالعكس تماما، عندما تقرر النجاح يعني انك ستبذل جهدا اكبر وتخصص وقتا اطول وتجعل هدفك محط نظرك على الدوام حتى يصبح مترسخا داخل عقلك الباطن ليكون هاجسه الدائم والاول ضمن ترتيب اولوياته، وهذا يعني ( ان تبدأ والغاية في ذهنك ) مثلما يقول "ستيفن كوفي " في كتابه العادات السبع للناس الاكثر فاعلية، ومتى ما كانت غايتك امامك على الدوام فان ذهنك سيدفعك تلقائيا لرسم خارطة طريق قد لا تكون واضحة في بداية الامر الا انها سرعان ما تتجلى عن خطط اكثر وضوحا واسهل في التطبيق.
ان عملية تنفيذ الاهداف المرسومة والوصول الى النجاح عن طريق قرار نتخذه ونسعى الى تطبيقه ليس ضربا من الخيال ولا نوعا من التنضير البعيد عن الواقع، بل هو تقدير للذات وهو وقفة ومصارحة مع النفس ومكاشفة بكل ما يحيط بالاهداف وما يجعلها تصاب بالفشل والاستفادة من الاخطاء، هو ترسيخ للثقة بالنفس وبالطاقة الكامنة داخل كل فرد متجاوزا كل السلبيات والمعوقات، هو اعتماد على الخالق بكل ما تحتوي الجملة من معاني، هو توجيه بوصله الموارد والامكانات بالوجهة الصحيحة للوصول الى تطبيق سليم يؤدي الى افضل النتائج، هو اثبات للفرد وللمجتمع ان النجاح امر يمكن تحقيقه بنفس الامكانات العقلية والبدنية متى ما قرر الفرد ان يكون ناجحا وسعيدا.
اضافةتعليق
التعليقات