حينما يكون الربيع حباً يسمو بين كل لحظات حياتي، أشعر بأن الدنيا لاتسعني، بفرحة غمرت محياي، وادمعت عيناي بتلك التي تدعى دموع الفرح، الاجواء جميلة في ذلك المساء الذي عمّ الفرح قلبي فكانت دقاته ترقص فرحاً وتحاكي تلك المشاعر البائسة، التي أضناها تعب السنين ومرارة الايام، فالحياة لاتقف عندي بل تمضي وانا بلا جدوى اغرق في سفينة حزني المثقوبة من تلك الافكار التي تدور في رأسي فتأخذني يميناً وتارة شمالاً، فأنا احاول التمسك بحبل الانقاذ المتدلي من تلك السفينة.
ها هنا بين حبل الأمل في تلك الثقبة الصغيرة، واشتدت قوتي وتحرك ساعدي لامضي نحوه، فتسلقت تلك الشرايين التي ملأت حياتي، بتلك الأفكار التي دمرت مشاعري الحالمة، بروح الحياة فها هنا بزغ نور قلبي وتجلى شوق الأمل وتمسكت بها، فخرجت من غرقها وتسلقت الامل، الحياة، التفاؤل، والعديد من الكلمات الأيجابية الساحرة، التي تجعلك تعيش في عالم اخر بعيداً عن كل شيء.
فرَسَت سفينتي على شواطىء أفكاري لتمحو بممحاتها تلك الحياة البائسة والرديئة التي كانت تجري في سواحل الالآلم والمحن، وتلك الافكار التي جعلتني أرتكب الأخطاء وامارس التفكير الخاطئ، فسيرتني نحو الهاوية والمعصية التي فعلتها، ربما غفلت تلك اللحظات وجعلني أستمتع لما افعل، لم أكن نادما أبداً، فكنت غير مبالي، وهاهنا اعدت ذاكرتي وعقلي الذي كان مفقوداً منذ ذلك اليوم وانا أفكر.. وأفكر..
ياترى ماذا أفعل، نعم تذكرت هيا للنهض من جديد ولنفكر بالطرق الصحيحة لتزيد اعمالنا حقاً، لنمسك قلم الامل ولنتسلق جبروت الحياة لنعيد الأمل، ولنخط بايدينا امال الغد، وحلم المستحيل، لنرجع الى الحياة ونسمو نحو العلا، ولندرك بأن الله موجود ويسمعنا ويغفر أخطائنا، ليكون تفكيرنا خالص إليه وحده ولنمضي قدماً نحو مستقبل، اضاءته شمعة التفكير الأيجابي، لنعيش الحياة بكل ايجابية ليملأ تفكيرنا بالحب والتفاؤل ونعيش الحياة..
كنت قاصدة فيما خطه قلمي هو افكارنا، أين توصلنا؟
فالكل لديه عقل وكل منا يفكر فهو كالزرع اذا زرعته طيباً نبت زرعاً طيباً، ومليء بالحب والامل والخطوات السليمة، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (التفكر ساعة خير من عبادة سنة).
فلنفكر قليلاً بما أعطانا الله وكيف اوجد هذه الحياة، لنتوجّه إلى أتفه ذرّة، إنّ عقول البشر كافة عاجزة
عن فهم دقيقة من دقائقها، فهل بعد هذا التفكُّر يحتاج عقلك إلى دليل آخر ليذعن بأنّ كائناً عالماً، حكيماً، لا يشبه الكائنات الأخرى، هو الّذي أوجد هذه الكائنات بكلّ حكمة ونظام وترتيب وإتقان؟ ﴿أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾.
إنّ كلّ هذا الخلق المتقن الّذي يعجز عقل الإنسان عن فهمه، لم يظهر عبثاً وتلقائياً! فلتعمَ عين القلب الّتي لا ترى الله، ولا تشاهد جمال جميله في هذه المخلوقات! وليمحق الذي يبقى في الشكّ والتردّد بعد كلّ هذه الآيات والآثار؟ ولكن ما الّذي يستطيع هذا الإنسان المسكين عمله بالأوهام؟ لو أنّك عرضت مسبحتك وزعمت أنّ حبّاتها قد انتظمت تلقائياً من دون أن ينظِّمها منظِّم، لاستهزأت بك البشرية.
والأدهى من ذلك أنّك لو أخرجت ساعتك من جيبك وزعمت نفس الزعم أيضاً بالنسبة إليها، ألا يخرجونك من زمرة العقلاء؟ وألا يرميك كلّ عقلاء العالم بالجنون؟ فإذا وُصِفَ الّذي يُخْرِجُ نظام هذه الساعة من قاعدة العلّة والمعلول، بأنّه مجنون ويجب أن يحرم من حقوق العقلاء فما الوصف المناسب الّذي يجب أن يوصف به من يزعم أنّ نظام هذا العالَم، لا بل هذا الإنسان ونظام روحه وجسمه قد ظهر تلقائياً؟ هل يجب إبقاؤه في زمرة العقلاء؟ ترى أيّ بله أشدّ من هذا؟. ﴿قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾.
فما علينا الا التفكير، والسير نحو طريق الحق وهو البحث عن مرضاة الله والتقرب إليه.
اضافةتعليق
التعليقات