ليست هنالك صفة أخلاقية إلاّ والصبر جزء لا يتجزأ منها، إذ لا معنى للأخلاق الفاضلة كالشجاعة والكرم وحسن التعامل وغيرها، إلا اذا كان صاحبها يستديم عليها، ويصبر على نتائجها.
فالحياة بدون الصبر محبطة للغاية، ومن قلَّ صبره قلَّ تقبله لما هو عليه، ومن زاد صبره أضاف بعداً إضافياً من السكينة والرضا على نفسه، ومن ثم يحسن تعامله مع نفسه ومع الناس. والصبر من الصفات التي يمكن الحصول عليها وزيادتها عن طريقين:
اولاً- ان تفتح قلبك للزمن الذي تعيشه وإن كنت تحس بالإحباط.
ثانياً- ان تنظر الى الجانب المشرق من الحوادث.
ثالثاً- ان تتدرب على الصبر.
فالصبر حتماً من الصفات الإكتسابية، وليس من المواهب التي لا دخل لإرادتنا فيها. فمن يريد ان يصبر، فهو يستطيع ان يفعل ذلك، ومن لا يرغب بالصبر يقل: انا لا استطيع.
ان الصبر من صفات القلب التي يمكن زيادتها بدرجة كبيرة عن طريق الممارسة والتدريب المعتمد وتتمثل احدى الطرق التي اكتشفت انها تزيد من صبري في ان اجعل لنفسي فترات تدريب فعلية، اي فترات من الوقت وضعتها في عقلي للتدريب على فن الصبر، فالحياة ذاتها عبارة عن درس يعتمد منهجها على الصبر.
فبمجرد ان نوجه العقل ونأمره كي يصبر، يسمح لنا ذلك بأن نبقى منتبهين للحظة الحاضرة اكثر مما لو كنا متوترين، وعلاوة على ذلك غالباً ما يكون الشعور بالصبر مؤثراً في الآخرين فهو ينتقل الى الناس الذين قرروا من تلقاء انفسهم بأن يتمتعوا بأزعاجنا.
والشعور بالصبر يعطينا الفرصة الجيدة للاحتفاظ برؤيتنا الصائبة للأمور، ويمكننا ان نتذكر حتى في غمار موقف صعب، بأن التحدي الذي نواجهه في اللحظة الحاضرة ليس بمسألة (حياة او موت) ولكن مجرد عقبة طفيفة علينا أن نتعامل معها ونتجاوزها، وبدون الصبر، فإن هذا الموقف نفسه يمكن ان يتحول الى حالة طوارىء تامة بما تحتوي عليه من ضيق، واحباط، ومشاعر مجروحة، وضغط دم مرتفع. إن الأمر لا يستحق بالفعل كل ذلك.
فسواء كنت تحتاج الى التعامل مع الأطفال، او رئيسك في العمل، أو شخص صعب، وكنت لا ترغب في القلق بشأن (صغائر الأمور)، فإن زيادة قدرتك على الصبر تعد امراً مهماً وبداية جميلة لذلك، فالصبر منبعه في القلب ونتيجته تكون في القلب ايضاً، فمن يمتلك صفة الصبر فهو يمتلك قلباً اكثر سكينة، وطمأنينة، وسعادة.
اضافةتعليق
التعليقات