لطالما تعالت الصيحات الزائفة على مدى سنوات طويلة بدعوة المرأة الشرقية إلى الانفتاح والحرية السوداء ومطالبتها بالمساواة مع الرجل وقد عمل الغرب على ذلك بطريقة مكثفة ولا سيما الولايات المتحدة الامريكية التي سخرّت اعلامها بتصوير المرأة الشرقية بأنها كائن مضطهد يعامل بمستوى أقل من الرجل وليس لها أية حقوق وحريات داخل المنظومة الإسلامية.
وقد عملت على هذا الاعلام الضال آلاف من الشركات التي روجت للفساد والانحراف الجسدي والأخلاقي، حتى تعنونت الحرية بالتعري وبيع الأجساد من خلال الأفلام والاعلانات الرخيصة التي استهدفت المرأة بشكل خاص.
ومع كل المحاولات التي ابدتها دول الغرب للسيطرة على العقول من خلال الاعلام الكاذب استطاعت الأحداث الحاصلة في أمريكا أن تفضح نظرتهم الحقيقية للمرأة ومدى استحقارهم لها، فقد انتشرت فيديوهات مسربة لاعتداءات حاصلة من قبل رجال الأمن على النساء في الولايات الامريكية في وسط الشوارع وأمام النواظر، تمثلت بالشتم والضرب المبرح واستخدام أساليب وحشية في التعامل مع هذا الكائن الضعيف!.
وهكذا نستطيع أن نجزم بأن أمريكا قد تعرت من زيف نواياها التي عشمت العالم بأنها تحترم المرأة وتقدسها بالهتافات التي كانت تدعوا إلى أن المرأة كائن رقيق ويستحق أفضل المعاملة والاحترام واليوم مع كل ما حصل فقد توضح الأمر للعالم بأن ما خفي كان أعظم.
فكيف ستستطيع دولة مثل أمريكا أن تخدع شعوب العالم بأن في إمكانها نشر السلام والعدالة والحرية بين الشعوب بينما شعبها يعاني من حكومتها الجائرة ولم ينل مواطنيها شيئا من هذه التداعيات الزائفة!.
أين تلك الحريات التي كانوا ينادون بها في الأمس واليوم نساءهم تضرب وتهان بطريقة وحشية، فقط لأنهن خرجن يطالبن بالعدالة والحريات؟
كيف يمكن لأمريكا ان تمنح المرأة العربية الحرية ونساؤهم تتعرض للتعسف والاضطهاد لمجرد أنها أبدت رأيها ضد سياسة الدولة وطالبت بحقوقها التي لم تسمع عنها إلاّ في الاعلام!.
وكيف ستحمي النساء وتحافظ على مكانتهن وقيمتهن وإن التقديرات تشير إلى أن عدد الذين يجري تهريبهم سنوياً إلى أوضاع منها البغاء أو السخرة أو الرق أو العبودية في أمريكا تحديدا يتراوح بين 500 ألف ومليوني شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وكيف ستحمي المرأة وفي دولتها يتم اغتصاب 683 ألف امرأة سنويًا، أي بمعدل 78 امرأة في الساعة مع العلم أن 16% فقط من حالات الاغتصاب يتم التبليغ عنها!، (المصدر: وزارة العمل الامريكية).
وكيف ستوقر المرأة وتساوي حقوقها مع الرجل وقد أكد تقرير لوزارة العمل الأمريكية أن معظم النساء في الغرب يعملن في الوظائف ذات الأجور المنخفضة والمكانة المتدنية، وحتى مع الضغوط التي تبذلها الحكومة في تحسين وظائف النساء، فإن 95% إلى 97% من المناصب القيادية العليا في أكبر الشركات يشغلها رجال، وفي تقرير آخر لوزارة العمل الأمريكية: -89% من الخدم وعمال التنظيف هم النساء. -97% من وظائف السكرتارية تقوم بها النساء. -93% من موظفات الاستقبال هم النساء. -74% من نوادل المطاعم هم النساء.
وكيف ستخلص المرأة من المعاناة والحزن وهي تشغل أكثر نسب دول العالم في معدلات الانتحار؛ إذ أن 8، 4 مليون يفكرون جديا في الإقدام على الانتحار في الولايات المتحدة الأمريكية (المصدر: وزارة الصحة الأمريكية).
كيف ستتمكن من نشر الخير وهي مصدر الشر نفسه، كيف ستنصر المرأة وهي مصدر الظلم، باختصار وجيز الدولة التي لم يسعها أن ترحم أهل بيتها لن ترحم الأغراب مهما حصل!.
اضافةتعليق
التعليقات