كثيرا ما كنتُ أسمع عبارة (لا تأمن سرك لعزيز فلكل عزيز عزيز)، كنتُ اتجاهلها أو لا أعيرها أي إهتمام واقول في سري صديقتي كيف تُفشي ما أئتمنه عليها!، وتلك اختي كيف تبوح بما أخبرها عنه، فكنا عندما نجلس ونمزح نبدأ بالتحدث في خصوصيات حياتنا الزوجية من باب الفكاهة، من باب جميعنا نساء وكثيرا مايكون حديث النساء من هذا النوع ولا أعلم هل الرجال يتحدثون مثلنا أيضا!.
وفي احدى الليالي وبينما أتجول في عالم الفيس بوك رايتُ احدى صديقاتي أضافتني لاحد الكروبات التي يقال انها كلها نساء! فبدأتُ استكشف هذا الكروب الجديد تواترت المنشورات، هذه تسأل عن لون الشعر، واخرى طوله، وكم واحدة متزوجة، وتلك تريد ان تنزل كل واحدة منهن صورة زوجها، والمنشورات الخاصة بيوم الخميس وغيرها من التدخل في خصوصيات الفرد بعضها مثيرة للاشمئزاز!.
وفي أحد المنشورات وجدتُ (موقف مضحك حدث ليلة زواجكِ) فوجدتُ أول تعليق كان لصديقتي وهي تسرد ما حدث يوم زواجي وهي تصفه كما قصصته لها مع اشارة لي، ثم دقائق وانهالت التعليقات المضحكة والمستهزئة بالموقف، شعرتُ بالدماء تغلي في رأسي، من الذي أباح لها أن تتحدث عني بهذا الشكل لتجعلني بصورة مزرية امام الملأ، كيف ذلك! ارسلتُ لها رسالة فلن استطيع ان أحدثها مباشرة فيسمع زوجي وما سيكون موقفي امامه واخجلتني منه، ارسلت لها رسالة العتاب فأجابتني بكل برود: مابكِ انتِ كلهن نساء، عاتبتها بأن من يضمن كلهن نساء وهذه الصفحات التي اسماءها نساء واصحابها رجال ومن يضمن لكِ ان احدهن لم تقص تلك السيرة على زوجها وزوجها لأصدقائه، تشاجرت معها لتحذف التعليق، وعلمتْ بأن كل اللوم يقع عليّ في ذلك فأنا من سمحتْ بإخراج مافي غرفتي الى خارجها ليتلاعب الجميع بتلك السيرة.
تتعدد تلك المشكلاتْ في عالم الفيس بوك بحجة تجمع نسوي لتتم مناقشة أمور شخصية بحتة في هذا العالم الوهمي، بعضهن لتوضح مدى اهتمام زوجها بها، واخرى تستعرض كم مرة تخرج معه، وتلك وهذه، ثم ما إن تحدث مشكلة بينها وبين زوجها ترميها على الحسد والعين، واخرى تختلق قصصا لتعيش وهم وهي حياتها تختلف عن ذلك كل الاختلاف، وتأتي اخرى مغفلة تصدق بما تراه وتسمعه وتفتعل مشكلة مع زوجها بحجة أنه لا يعتني بها لانها تقيس الاعتناء بما تراه من أوهام سردية من أشخاص لم يخصصوا لحياتهم أي سرية.
فكم مشكلة حصلت بين زوج وزوجته من هذا الاستعراض، ولكم من حسرة في قلبِ احداهن لان زوجها قد لا يملك المال لتنفيذه.
لا تكونن تحت مقولة ( ن لم تستح فاصنع ما شئت)، فأجمل مافي الحياة الزوجية هو الحياء فأن فقدتْ الانثى حيائها فقدتْ من بعده الكثير، ووصية اخيرة لاتخبري سركِ لعزيزة فلكلِّ عزيزة فيس بوك.
اضافةتعليق
التعليقات