تعتمد الأمور على ميزان دقيق في جميع المجالات وأي اختلال في كفتي الميزان يختل ذاك التوازن وغالباً يكون الميزان بين طرفين متناقضين تماماً احداهما جيد والآخر سيء.
اذن كل شي ذو حدين له وجهان لعملة واحدة ولكن الفطرة السليمة هي التي تختار الوجه الصحيح لتلك العملة، ولك حرية القياس في هذه النظرية سواء على الماديات أو المعاملات.
فالدواء مفيد ولكن اذا أُخذ بافراط أو بطريقة خاطئة يصبح سم قاتل، اذن العيب في الاستخدام وليس في الدواء.
هذا على سبيل المادة أما المعنويات الغير محسوسة مثل الشجاعة والجرأة، مثلا اذا بالغ الانسان بالجرأة يغدو متهورا ويلام على ذاك التصرف لانه يؤدي إلى هلاكه وأما اذا نقص أصبح جبانا يسخر منه الجميع!.
اذن التوازن مطلوب والاختيار السليم مطلوب لكل الأمور وأنت تختار ماذا تريد لا غيرك.
نواجه في هذا العصر التطور الهائل في مجالات العلوم بشتى أنواعها ومنها التواصل الاجتماعي.
برامج التواصل الاجتماعي تعتبر من الماديات ذات حدّين ووجهين لعملة واحدة، وانت المسؤول عن اختياراتك واستخداماتك فهي تحتوي الصالح والطالح وأنت بيدك جهاز التحكم لتختار ماذا تريد.
نجد البعض يتذمر من تلك البرامج ويعد الفقرات والندوات والدعايات للتحذير من خطورتها كأنها وحش يجبر الناس على الخضوع له، أو كوباء معدي.
كل تلك الادعاءات ليس لها أي حجة أو واقعية، لانه لايوجد شخص مجبر على فعل شيء دون ارادته خصوصاً في تلك البرامج التي تمنحك الخصوصية المطلقة والحرية في الاختيار والاستخدام.
نعم تلك البرامج اصبحت جزءاً لايتجزأ من حياتنا بل اغلب امورنا تعتمد اعتمادا كليل على تلك البرامج وفي التواصل فيما بيننا بشتى المجالات ولكن باختياراتنا فقط من دون اجبار.
فقد قال الله العلي العظيم في كتابه: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾١.
اذن الله سبحانه وتعالى لم يجعل الانسان مجبرا على فعل أي شيء بل مخيّر وهو المسؤول عن تلك الخيارات والقرارت التي يتخذها، لذلك الغارقين في رذائل تلك البرامج ليس لهم عذر ولا يسمح لهم أن يبرروا أفعالهم لأنهم هم من اختاروا هذا الطريق واتبعوا شهواتهم الدنيئة.
برامج التواصل الاجتماعي وجدت لتقريب الناس وجعل العالم قرية واحدة، فكل شخص يمكنه استخدامها بطرق سليمة خالية من الشبهات والحرام والعياذ بالله، فنجد من يستخدمها للاعلان عن تجارته كوسيلة اعلانية والآخر يروج بها صور خليعة! مع العلم انهما يستخدمان البرنامج نفسه.
وهناك من يستخدم تلك البرامج للتواصل لنشر روايات أهل البيت عليهم السلام للدول الأخرى
بينما نجد من يحاول انشاء علاقات مشبوهة مع الجنس الآخر.
وهناك من يصور حلقات ودروس دينية والآخر يصور حماقاته وأمور سخيفة أو يصور مقاطع مخلة بالآداب أو لفضح أعراض الناس.
اذن البرنامج ليس له أي ذنب، الانسان هو المسؤول عن اختياراته في الاستخدام، لذلك كفانا تذمراً والقاء اللوم على تلك البرامج وكأننا دمية في اناملها تحركنا كيفما تشاء!
اذن كيف نقي انفسنا من اختلال ميزان النفس؟
اخلاقنا هي السلاح الفتاك في تدمير خطوات ابليس عليه لعائن الله وخططه.
الاخلاق والتقوى والورع أمور واجبة التواجد في جميع مجالات الحياة، ابحث دائماً على الفلاح والصلاح ستجد الفائدة في كل الأمور حتى تلك البرامج التي تمتلئ بالمغريات، واتباع دستور أهل البيت عليهم السلام ماهو الا درع حصين لسهام الشياطين، والله عز وجل جعل الخير بعشرة أضعاف وهنيئاً لمن زاد في ميزان أعماله الخيّرة.
كن أنت المسيطر على أفعالك واختيارك ومروج لأخلاق أهل البيت عليهم السلام بأفعالك كما قال الامام علي الهادي عليه السلام "اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح "٢.
انشر أخلاق أهل البيت عليهم السلام وحسن تربيتهم للمؤمنين واتباعهم عن طريق أعمالك امام الناس واتقي الله في جميع أمورك ولا تلم تلك البرامج بل استغلها استغلالا جيدا ورابحا وكن مسئولا عن حواسك التي ستكون غداً شاهداً عليك أمام الله والملأ يوم الحساب وقدم للغير بطريقتك واسلوبك مكارم الأخلاق فهي بالمجان ولكنها ثقيلة في ميزان الحق وتذكرة للجنة.
اضافةتعليق
التعليقات