عند وقوع النائبة كان الصديق يأوي والجار يحتوي وسائر الناس منهم من يهتم ويفزع لك ومنهم ايضاً من لا يكترث ويمضي ..
ولكن الآن إبّان وقوع نائبة ما أمام الملأ جلّ ما عليك فعله أن تطلب من الناس عدم تصويرك!
إن كانت العادات الدخيلة قد أخذت مأخذها بأفعال الناس وتجذّرت بتصرفاتهم ولكن ماذا عن ملامح المبادئ والدين القيّم، لماذا غُيّبت خلف هذه الأفعال الشنيعة؟
أصبح الإنسان مُجبر على تغطية وجهه في الأماكن العامة كي لا تلتقطه عدسة المارّة بعينها، الجميع في هوس التصوير دون إكتراث لمن سيقع بألبوم صورهم الشخصية!.
تقول إحدى السيدات: كنتُ في طريقي انا وأطفالي الثلاثة أقود سيّارتي وعلى حين غفلة إعترضني قادم من الأمام و وقع لي حادث مروري ..
جميع من كان هناك إحتشد بي بعضهم من إستجاب لنداء الإغاثة والعون والبعض الآخر كان يقف للتصوير ونقل الحادثة، ولكن ماذا لو لم اقبل بهذا التصوير بأوج هلعنا وشدوهنا !
كان الخوف والالم يلتفون بي من كل حدب، حيرى ما بين إحتوائي لأطفالي والاطمئنان عليهم وبين ردع المّارة عن التصوير ونقل الحادثة للناس !
كان البعض منهم يريد تصوير الحادث فقط ولكنه يشملنا ويشمل وجوهنا ايضاً .
يُقال بأن"المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، وقد حرم الإسلام كل ما يخدش هذه العلاقة الوطيدة، ورتب على تجاوز تلك الحُرم العقاب الأليم، والعذاب الشديد".
من حقوق المسلم على المسلم الواجبة ان يتم رعاية حرمته، بل وان يستر عليه إن لزم الأمر كما أوصانا النبي الأكرم بعيداً عن نقل الحوادث الخاصة به امام الملأ، ثم ان يتجنب إدخال الهلع والخوف والظنون لقلب اخيه المسلم وهذا فرض عليه وليس كرما أخلاقيا فقط !
عن مولانا جعفر الصادق عليه السلام: ما عُبد اللَّه بشيء أفضل من أداء حق المؤمن، إن المؤمن أفضل حقاً من الكعبة".
اضافةتعليق
التعليقات