بأسلوب عصري وكلمات منمقة تعرض شكواها كأنها شاعرة بارعة تتلاعب بالكلمات كيف تشاء، أو أنها عازفة محترفة في كل مرة تعزف مقطوعة تنصت لها الأسماع وتبتسم لها الشفاه وتخضع لها القلوب، تحيل المواقف لصالحها بطرفة عين كممثل يتقن دوره.
مرة تحترف البساطة وخفة الدم ومرة تمارس دور المظلوم فتثبت مظلوميتها بأدلة لا يمكن الطعن بها، ومرة تكون رومانسية رقيقة، تحترف الأدوار وتتقمص الشخصيات، علها تلفت انتباهه وتجعله يتعاطف معها ثم بكلمات عفوية ومفردات هزيلة نابعة من لامبالاة يقدم لها حلول غير مدروسة!، هو لا يعلم أن لديها بدل الحل ألف!.
وتظل تتساءل مع ذاتها: لماذا لا يكون مثلها، أهو يجهل احترافية الكلام، أم أنه كتوم، أم تراه لا يبالي بما تتصنع، لماذا لا يحاول أن يفهمها؟
يتوارى خلف صمت مطبق، يدخل الكهف يتقوقع حول نفسه، يبتعد قدر ما يستطيع يقلب همه يحاول أن يصنع رتقا يسد به ثغر مشكلته، مرة يبتعد حتى لا تراه ضعيفا منكسرا تائها حائرا، ومرة يغلق الباب على نفسه وأخرى يعود متأخرا دون أن يبرر ومرات عديدة لا يرد على مكالماتها تراه شارد الذهن لا ينبس بكلمة.
هي لا تعي ما هو صانع، ترى أنه يبتعد، يضيع، تحاول أن تبحث عن أسباب وتعرض حلول وتجود بوابل من النصائح ظننا منها أنها تعينه أو تشاركه محنته لكنه يراها متطفلة، يتسائل لماذا لا تفهم؟
جل ما يمكن أن تقدمه في وقت كهذا أن تكون في مكان اللاقريب واللابعيد..
في هذا المقال سنتناول الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة وطبيعة الإختلاف، فاللرجال مزايا وطرق تواصل خاصة وللنساء أسلوب وطريقة للتواصل مختلفة عنه تماما؛ يعتقد الرجال في الغالب أن النساء كثيرات الشكوى يتذمرن من كل شيء يبحثن عن حلول لكل شيء، بينما المرأة في الواقع، تتحدث لتشعر بقربه منها أكثر، فبمجرد اهتمامه بها.. وتعاطفه.. وإنصاته لها.. يجعلها تشعر بتحسن وتنتهي المشكلة لديها فتشعر بالراحة.
أما الرجال فلا يتحدثون عما يضايقهم وبدلًا من ذلك يدخل الرجل كهفه، ويختلي بنفسه كي يفكر في مشاكله ويقلبها حتى يجد الحل، وعندما يجده يشعر بتحسن ويخرج من كهفه فالرجال في الغالب لا يتحدثون عن مشاكلهم كما تفعل النساء، فعلى سبيل المثال إن الرجال يتكلمون بنسبة أقل من النساء بثلاث مرات، لذا دائما ما ينهزمون أمام النساء في مواقف العتب والتبرير وإثبات المظلومية، ونتيجة لذلك لا يحب الرجال إلقاء اللوم واسداء النصح في أسلوب المرأة، لأنه وبكل بساطة سوف ينهزم لا محالة فالمرأة قادرة أن تحيل الأمور لصالحها وإن كانت مذنبة.
فمن أهم الفوارق بين الجنسين طريقة تعايشهم مع الضغوط النفسية؛ يذهب الرجال إلى كهوفهم، بينما تتحدث النساء، فيشعر الرجل بالتحسن عن طريق حل المشكلات، وتشعر المرأة بتحسن عن طريق التحدث عما يضايقها.
يقول مؤلف كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة أن الاختلاف بين الرجال والنساء ليس في الطبيعة الجسمانية فحسب؛ بل يختلفون في طبائعهم وتفكيرهم وأنماطهم السلوكية، ونتيجة لهذا الاختلاف وعدم إدراكنا للفوارق بين الجنسين وقلة معرفتنا بها؛ تنشأ الاختلافات ومن ثم المشكلات، ومن أكثر الأخطاء التي يرتكبها الرجال والنساء والتي تتسبب في المشاكل غير ملتفتين للاختلاف وما يميز أحدهم عن الآخر.
إن النساء في العلاقات يعطين ما تريد النساء وما يتفق مع احتياجاتهن وليس احتياجات الرجال، أما الرجال في علاقاتهم يعطون مايريد الرجال فهما الاثنان يفترضان أن للآخر نفس الحاجات والرغبات، وهذا سببه جهل الشريكين بحاجات الحب الأولية عند الشريك الآخر، وبالتأكيد ينتهي هذا إلى عدم الرضا والشعور بالنقص في العلاقة، فعلى الرجال والنساء أن يفهموا قاعدة: أن “حاجات الحب الأولية عند الرجال والنساء ليست واحدة”.
تحتاج النساء إلى أن يتلقين: الرعاية _ التفهم _ الاحترام_ الإخلاص _ التصديق _ الطمأنينة، بينما يحتاج الرجال إلى: الثقة، التقبل، التقدير، الإعجاب، الاستحسان والتشجيع، فحاجات الحب الأولية عند النساء تختلف تمامًا عنها عند الرجال، فكل رجل وامرأة بلاشك يحتاج إلى هذه الأصناف الستة.
ولا يعني أن اختلاف الحاجات الأولية عند النساء والرجال لا يعني أن الرجال لا يحتاجون لمثلها فهذا التصور خاطئ، الرجال أيضًا بحاجة إلى الرعاية والتفهم، وكل ما تحتاج إليه النساء من احتياجات الحب الأولية، لكن قدمت الثقة والتفهم، وغيرها، لأن هذه هي الحاجات الأولية عندهم، فينبغي اشباع الحاجات الأولية الأكثر أهمية قبل الحاجات الأخرى، حين نتعرف جيدًا على تلك الفوارق بين شخصيات الرجال والنساء واحتياجاتهم المختلفة تصبح العلاقات أفضل ويصبح كل من الجنسين قادرين على التكيف مع طبائع بعضهما البعض.
فكما أن هناك أساليب مختلفة هناك أساليب مشتركة تقرب الطرفين من بعض، فعلى الرجال معرفة النساء وعلى النساء معرفة الرجال وبالأصح على الزوجين معرفة سيكولوجية بعضهم ثم تقبل الإختلاف ليعيشوا حياة سعيدة.
اضافةتعليق
التعليقات